قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الكِسَائِيّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْن عَاصِم فِيمَا يرَى النَّائِم، كَأَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي مَسْجِد الجَامع، وَهُوَ يُصَلِّي كم قُعُود فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ فردَّ عَلِيَّ، وَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَحْمَد بن أَبِي عَاصِمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: يُؤنسنِي رَبِّي. قُلْتُ: يُؤنسك رَبُّكَ قَالَ: نَعَمْ فشَهقْتُ شَهْقَةً، وَانتبهتُ.
ذِكْرُ تَصَانِيْفه: جُمع جزءٌ فِيْهَا زيادة على ثلاث مئة مُصَنَّف رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ القَبَّاب مِنْ ذَلِكَ: "المُسْنَد الكَبِيْر" نَحْو خَمْسِيْنَ أَلف حَدِيْث، وَ"الآحَاد وَالمثَانِي" نَحْو عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث فِي الأَصنَاف "الْمُخْتَصر مِنَ المُسْنَد" نَيِّف وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً فَذَكَرَ نَحْواً مِنْ هَذَا إِلَى أَنْ عد مائَة وَأَرْبَعِيْنَ أَلفاً وَنيفاً.
شُيوخُه: أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ وَعَمْرو بن مَرْزُوْقٍ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِي، وَمُحَمَّد بن كَثِيْر، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيّ، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بنِ نُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد بن كَاسِبٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن الحَجَّاجِ السَّامِي، وَالحَوْطِي عَبْد الوهَّاب بن نَجْدَة، وَدُحَيْم، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْد الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَكَامِل بنِ طَلْحَةَ الجحدري، وأبو كامل الجَحْدَرِي، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ وَطَبَقَتهُم، وَيَنْزِلُ إِلَى طبقَة أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالبُخَارِيّ، وَيكثر عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنِ كَاسِبٍ، وَهِشَام.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنتُه أُمّ الضَّحَّاك عَاتِكَة، وَأَحْمَد بن جَعْفَرِ بنِ معبد، وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ بنِ أيوب، وعبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشَّعَّار، وَمُحَمَّد بن مَعْمَر بن نَاصِح، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ القَبَّاب -وَهُوَ آخر أَصْحَابه- وَفَاةً وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكِسَائِيّ.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ فِي كِتَاب "طَبَقَات النساك" له: فأما أبو بكر بن أَبِي عَاصِمٍ فَسَمِعْتُ مَنْ يذكر أَنَّهُ كَانَ يحفظ لِشقيقٍ البَلْخِيّ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ، وَكَانَ مِنْ حُفَّاظ الحَدِيْث، وَالفِقْه وَكَانَ مذْهبه القَوْلُ بِالظَّاهِر، وَنفِي القِيَاس.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّشتِي: أَخبركُم يُوْسُف الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجَمَّال، "ح". وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنِ الجَمَّال قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ قَالَ: أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ الضَّحَّاكِ بن مَخْلَدٍ بن مُسْلِمِ بنِ رَافِع بن رَفِيْع بن ذهل بن شَيْبَان أَبُو بَكْرٍ كَانَ فَقِيْهاً: ظَاهِرِيَّ المذْهب وَلِي القَضَاء بِأَصْبَهَانَ ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْد صَالِح بن أَحْمَدَ تُوُفِّيَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الحَكَم ... ، سَمِعَ: مِنْ جدّه لأُمِّهِ مُوْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ كتب حَمَّاد بن سَلَمَةَ، وَمن أبي الوليد وعمرو بن مرزوق والحوضي.