وَقَالَ غُنْجَارُ فِي "تَارِيْخ بُخَارَى": أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أحمد بن محمد: سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الطبسِي يَقُوْلُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ، وَمَعَنَا عَبْد اللهِ مستملِي صَالِح جَزَرَة فَقِيْلَ لأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيّ: هَذَا مستملِي صَالِح قَالَ: وَمن صَالِح فَقِيْلَ: صَالِح الجَزَرِيّ قَالَ: وَيْحَكم مَا أَهونَه عندكُم إلَّا تَقُوْلُ: سَيِّد المُسْلِمِيْنَ، وَكُنَّا فِي أُخريَات النَّاس فَقَدمنَا فَقَالَ كَيْفَ أَخِي، وَكبيرِي مَا تريدُوْنَ فَقُلْنَا: أَحَادِيْث مُحَمَّد بن عَرْعَرَةَ، وَحكَايَات الأَصْمَعِيّ فَأَملَى عَلَيْنَا عَنْ ظهر قلب، وَكَانَ ضَرِيْراً مَخْضُوب اللِّحْيَة.
عَنْ فَاروق الخطَابِي قَالَ: لَمَّا فرغنَا مِن السُّنَن عَلَى الكَجِّيّ عَمل لَنَا مأَدُبَة أَنفق عَلَيْهَا أَلف دِيْنَار، وَقَدْ مدح الكَجِّيّ أَبُو عبَادَة البحترِي فَأَجَازَهُ بِمَالٍ، وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا حَدَّثَ تصدَّق بِعَشْرَةِ آلاَف دِرْهَم شكراً للهِ.
مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي سَابع المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ فَنُقِل إِلَى البَصْرَة، وَدُفِنَ بِهَا وقد قارب المائة رحمه الله.