عَنِ اللهِ مَا أَمرَهُ بِهِ، وَنَهَى عَنْهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ إِذَا قَرَأَ مُحَمِّدٌ القُرْآنَ شَغَلَ قَلْبَهُ، وَبصرَهُ وَسَمْعَهُ وَتَفَكَّرَ فِي أَمْثَالِهِ، وَعرفَ حلاَلَهُ وَحرَامَهُ.

وَقَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ سُلَيْمَانُ بنُ مُجَالدٍ إِنِّي سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْديًّ عَنْ مُحَمَّدٍ فقال: محمد بن إسماعيل أعلمنا، وأفقهنا وَأَغْوَصُنَا وَأَكْثَرُنَا طلباً.

وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيْدٍ المُؤَدِّبَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُوْلُ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ طلبُ مُحَمَّدٍ لِلْحَدِيْثِ طلبَنَا كَانَ إِذَا نظَرَ فِي حَدِيْثِ رَجُلٍ أَنْزَفَهُ.

وَقَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، وَرَّاقُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ عَنْ كِتَابِ "الأَدبِ" مِنْ تَصْنِيْفِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَقَالَ: احمِلْهُ لأَنْظُرَ فِيْهِ فَأَخَذَ الكِتَابَ مِنِّي وَحَبَسَهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا أَخذتُ مِنْهُ قُلْتُ: هَلْ رَأَيْتَ فِيْهِ حَشْواً أَوْ حَدِيْثاً ضَعِيْفاً? فَقَالَ: ابْنُ إِسْمَاعِيْلَ لاَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ إلَّا الحَدِيْثَ الصَّحِيْحَ، وَهَلْ يُنْكَرُ عَلَى مُحَمَّدٍ?! وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطَّيِّبِ حَاتِمَ بنَ مَنْصُوْرٍ الكِسِّيَّ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ فِي بصرِهِ، وَنفَاذِهِ مِنَ العِلْمِ.

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المستنيرَ بنَ عَتِيْقٍ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَجَاءَ الحَافِظَ يَقُوْلُ: فَضْلُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ عَلَى العُلَمَاءِ كفضلِ الرجال على النِّسَاءِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كُلُّ ذَلِكَ بِمَرَّةٍ?! فَقَالَ: هُوَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ يَمْشِي عَلَى ظَهرِ الأَرْضِ.

قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يُوْسُفَ يَقُوْلُ: سَأَلَ أَبُو عبد الله أبا رجاء البَغْلاَنِيَّ يَعْنِي: قُتَيْبَة إِخْرَاجَ أَحَادِيْثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: مُنْذُ كَتَبْتُهَا مَا عرضتُهَا عَلَى أَحَدٍ فَإِنِ احتسبتَ وَنظرتَ فِيْهَا وَعلَّمتَ عَلَى الخطأِ مِنْهَا فعلتُ، وَإِلاَّ لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا لأَنِّي لاَ آمَنُ أَنْ يَكُوْنَ فِيْهَا بَعْضُ الخطأِ، وَذَلِكَ أَنَّ الزِّحَامَ كَانَ كَثِيْراً، وَكَانَ النَّاسُ يُعَارِضونَ كُتُبَهُم فيُصحِّحُ بَعْضُهُم مِنْ بَعْضٍ، وَتركتُ كِتَابِي كَمَا هُوَ فَسُرَّ البُخَارِيُّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: وُفِّقْتَ ثُمَّ أَخذَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ صَلاَةَ الغدَاةِ فينظُرُ فِيْهِ إِلَى وَقْتِ خُرُوْجِهِ إِلَى المَجْلِسِ، وَيُعَلِّم عَلَى الخطأِ مِنْهُ فَسَمِعْتُ البُخَارِيَّ رَدَّ عَلَى أَبِي رَجَاء يَوْماً حَدِيْثاً فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ هَذَا مِمَّا كَتَبَ عَنِّي أَهْلُ بَغْدَادَ، وَعَلَيْهِ علاَمَةُ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فَلاَ أَقدِرُ أُغَيِّرُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ: إِنَّمَا كتبَ أُوْلَئِكَ عَنْكَ لأَنَّكَ كُنْتَ مُجْتَازاً، وَأَنَا قَدْ كَتَبْتُ هَذَا عَنْ عِدَّةٍ عَلَى مَا أَقُوْلُ لَكَ كَتَبْتُهُ عَنْ يَحْيَى بنِ بُكَيْرٍ، وَابْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَكَاتِبِ اللَّيْثِ عَنِ اللَّيْثِ فَرَجَعَ أَبُو رَجَاءَ، وَفَهِمَ قَوْلَهُ وَخضَعَ لَهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015