وَقَالَ النَّسَائِيُّ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعتَبَرُ حَدِيْثُهُ إِذَا رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ, فَإِذَا رَوَى عَنِ المَجَاهِيْلِ, فَفِيْهَا مَنَاكِيْرُ.
قَالَ الحَاكِمُ: قُلْتُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ? قَالَ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: أَلَيْسَ عِنْدَهُ مَنَاكِيْرُ? قَالَ: حَدَّثَ بِهَا عَنْ ضُعَفَاءَ, فَأَمَّا هُوَ, فَثِقَةٌ.
وَذَكَرهُ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ فِي أَهْلِ الفَتْوَى بِدِمَشْقَ. وَقَالَ أَيْضاً: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيْهُ أَهْلِ دِمَشْقَ.
قَالَ الحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ جَوْصَا: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ يَعْقُوْبَ الجَوْزَجَانِيَّ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ, فَلَمْ يَأْذَنْ لِلنَّاسِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَاسْتَزَدْنَاهُ قَالَ: بَلَغَنِي وُرُوْدُ هَذَا الغُلاَمِ الرَّازِيِّ -يَعْنِي أبا زرعة- فدرستُ للالتقاء به ثلاثمائة أَلْفِ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ صَدُوْقٌ لَكِنَّهُ لَهِجَ بِرِوَايَةِ الغَرَائِبِ عَنِ المَجَاهِيْلِ وَالضُّعَفَاءِ.
وله في كِتَابِ أَبِي عِيْسَى التِّرْمِذِيِّ حَدِيْثُ الدُّعَاءِ لِحِفْظِ القُرْآنِ، يَرْوِيْهِ عَنِ الوَلِيْدِ بنِ مُسْلِمٍ, قَالَ: حدثنا بن جريح, والحديث شبه موضوع. وَقَدْ رَوَى: البُخَارِيُّ أَيْضاً، عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنْهُ. وَعَبْدُ اللهِ هَذَا: هُوَ عِنْدِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي الخُوَارِزْمِيِّ القَاضِي, فَإِنَّ البُخَارِيَّ نَزَلَ عِنْدَهُ مُدَّةً, وَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ, وَعَلَّقَ عَنْهُ أَمَاكِنَ فِي كِتَابِ "الضُّعَفَاءِ" الكَبِيْرِ لَهُ.
وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَالِي حَدِيْثِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ, وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ. زَادَ بن دُحَيْمٍ فَقَالَ: فِي يَوْمِ الأَرْبَعَاءِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ صَفَرٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَشَهِدْتُهُ, وَصَلَّى عَلَيْهِ مَالِكُ بنُ طَوْقٍ -يَعْنِي: الأَمِيْرَ الَّذِي بَنَى مَدِيْنَةَ الرَّحْبَةِ- وَقَالَ: أَبُو سُلَيْمَانَ بنُ زَبْر: مات وهو بن ثمانين سنة.