الزَّاهِدُ الوَلِيُّ العَابِدُ أَبُو نَصْرٍ فَتْحُ بنُ سَعِيْدٍ المَوْصِلِيُّ.
وَقَدْ مَرَّ فَتْحٌ الكَبِيْرُ مِنْ أَقْرَانِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ، وَكِلاَهُمَا مِنْ كِبَارِ المشايخ.
قِيْلَ: إِنَّ هَذَا صُدِعَ رَأْسُهُ فَسُرَّ، وَقَالَ: ابْتَلاَنِي بِبَلاَءِ الأَنْبِيَاءِ فَشُكْرُ هَذَا أَنْ أُصَلِّيَ أَرْبَعَ مائَةِ رَكْعَةٍ.
وَكَانَ يَقُوْلُ: رَبِّ أَفْقَرْتَنِي، وَأَفْقَرْتَ عِيَالِي بِأَيِّ وَسِيْلَةٍ هَذَا؟ وَإِنَّمَا تَفْعَلُ هَذَا بِأَوْلِيَائِكَ.
وَعَنْهُ: مَنْ أَدَامَ النَّظَرُ بِقَلْبِهِ أَوْرَثَهُ ذَلِكَ الفَرَحَ بِاللهِ.
قَالَ الطُّفَاوِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى فَتْحٍ المَوْصِلِيِّ، وَهُوَ يُوْقِدُ فِي الآجُرِّ وَكَانَ شَرِيْفاً مِنَ العَرَبِ زَاهِداً.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْ عِيْسَى بنِ يُوْنُسَ وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ ابْنُ أُخْتِ بِشْرٍ الحَافِي وَكَنَّاهُ: أَبَا بَكْرٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ يَتَقَوَّتُ بِفَلْسٍ نُخَالَةً، وَقَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ زَائِراً لِبِشْرٍ الحَافِي فَأَضَافَهُ خُبْزاً وَتَمْراً بنصف درهم.