المَأْمُوْنُ وَقَالَ: هَذَا خَلَّفَ أَرْبَعَ بنَاتٍ. قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: لَهُنَّ أَرْبَعُ مائَةِ دِيْنَارٍ. قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: وَخَلَّفَ أُمّاً فلهَا مائَةُ دِيْنَارٍ، وَزَوْجَةً لَهَا خَمْسَةٌ وَسَبْعُوْنَ دِيْنَاراً بِاللهِ أَلَكِ اثْنَا عَشرَ أَخاً؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: لِكُلِّ وَاحِدٍ دِيْنَارَان وَلكِ دِيْنَارٌ.

قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: قَالَ لِي المَأْمُوْنُ: خَبِّرْنِي عَنْ قَوْلِ هندٍ بِنْتِ عُتْبَةَ:

نَحْنُ بنَاتُ طَارِق ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ

مَنْ هُوَ طَارِقٌ؟ فَنَظَرْتُ فِي نَسَبِهَا فلَمْ أَجِدْهُ فَقُلْتُ: لاَ أَعْرِفُ قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَتْ النَّجْمَ انتسَبَتْ إِلَيْهِ لِحُسْنِهَا ثُمَّ دَحَا إلي بعنبرة بعتها بخمسة آلاف درهم.

عَنِ المَأْمُوْنِ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكتبَ كِتَاباً سِرّاً فَلْيَكْتُبْ بِلَبَنٍ حُلِبَ لِوَقْتِهِ، وَيُرْسِلُهُ فَيَعمَدُ إِلَى قِرْطَاسٍ فَيُحْرِقُهُ، وَيَذُرُّ رَمَادَهُ عَلَى الكِتَابَةِ فَيُقرَأُ لَهُ.

قَالَ الصُّوْلِيُّ: اقتَرَحَ المَأْمُوْنُ فِي الشِّطْرَنْجِ أَشْيَاءَ، وَكَانَ يُحِبُّ اللَّعِبَ بِهَا وَيَكْرَهُ أَنْ يَقُوْلُ: نَلعَبُ بِهَا بَلْ نَتَنَاقَلُ بِهَا.

وَعَنْ يَحْيَى بنِ أَكْثَمَ قَالَ: كَانَ المَأْمُوْنُ يَجْلِسُ لِلْمُنَاظَرَةِ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، فَجَاءَ رَجُلٌ قَدْ شَمَّرَ ثِيَابَهُ، وَنَعلُهُ فِي يَدِهِ فَوَقَفَ عَلَى طَرَفِ البِسَاطِ، وَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُم فَرَدَّ المَأْمُوْنُ فَقَالَ: أَتَاذَنُ لِي فِي الدُّنُوِّ قَالَ: ادْنُ وَتَكَلَّمْ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا المَجْلِسِ الَّذِي أنت فيه جلسته باجتماع الأمة أم الغلبة وَالقَهْرِ؟ قَالَ: لاَ بِهَذَا وَلاَ بِهَذَا بَلْ كَانَ يَتَوَلَّى أَمرَ الأُمَّةِ مَنْ عَقَدَ لِي وَلأَخِي، فَلَمَّا صَارَ الأَمْرُ إِلَيَّ عَلِمْتُ أَنِّي مُحْتَاجٌ إِلَى اجْتِمَاعِ كَلمَةِ المُسْلِمِيْنَ عَلَى الرِّضَى بِي، فَرَأَيْتُ أَنِّي مَتَى خَلَّيتُ الأَمْرَ اضْطَرَبَ حَبْلُ الإِسْلاَمِ، وَمَرِجَ عَهْدُهُم وَتَنَازَعُوا وَبَطَلَ الحَجُّ وَالجِهَادُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَقُمْتُ حِيَاطَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ إِلَى أَنْ يُجْمِعُوا عَلَى مَنْ يَرْضَوْنَهُ فَأُسْلِمُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَذَهَبَ فَوَجَّهَ المَأْمُوْنُ مَنْ يَكْشِفُ خَبَرَهُ فَرَجَعَ فَقَالَ: مَضَى إِلَى مَسْجِدٍ فِيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلاً فِي هَيْئَتِهِ فَقَالُوا: لَقِيتَ الرَّجُلَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَخْبَرَهُم بِمَا جَرَى فَقَالُوا: مَا نَرَى بِمَا قَالَ بَأْساً، وَافْتَرَقُوا. فَقَالَ المَأْمُوْنُ: كُفِيْنَا مُؤْنَةَ هَؤُلاَءِ بِأَيسَرِ الخطْب.

وَقِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ اسْتَخْرَجَ كُتُبَ الفلاسفة واليونان من جزيرة قُبْرُسَ وَقَدِمَ دِمَشْقَ مَرَّتَينِ.

قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ المُنَجِّمُ: كَانَ أَمَّاراً بِالعَدْلِ مَحْمُوْدَ السِّيْرَةِ مَيْمُوْنَ النَّقِيْبَةِ، فَقِيْهَ النَّفْسِ يُعَدُّ مِنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015