قَالَ أَبُو رَوْقٍ الهِزَّانِيُّ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بنُ يَعْقُوْبَ قَالَ: اجْتَمَعَ ثُمَامَةُ، وَيَحْيَى بنُ أَكْثَمَ عِنْدَ المَأْمُوْنِ فَقَالَ المَأْمُوْنُ ليَحْيَى: مَا العِشْقُ؟ قَالَ: سَوَانِحُ تَسْنَحُ لِلْعَاشِقِ يُؤثِرُهَا، وَيَهِيمُ بِهَا.
قَالَ ثُمَامَةُ: أَنْتَ بِالفِقْهِ أَبْصَرُ، وَنَحْنُ أَحْذَقُ مِنْكَ قَالَ المَأْمُوْنُ: فَقُلْ قَالَ: إِذَا امْتَزَجَتْ جَوَاهِرُ النُّفُوْسِ بِوَصْلِ المُشَاكَلَةِ نَتَجَتْ لَمْحَ نُوْرٍ سَاطِعٍ تَسْتَضِيءُ بِهِ بَوَاصِرُ العَقْلِ، وَتَهْتَزُّ لإِشْرَاقِهِ طَبَائِعُ الحَيَاةِ يُتَصَوَّرُ مِنْ ذَلِكَ اللَّمْحِ نُوْرٌ خَاصٌّ بِالنَّفْسِ مُتَّصِلٌ بِجَوْهَرِهَا يُسَمَّى عِشْقاً. فَقَالَ المأمون: هذا -وَأَبِيْكَ- الجَوَابُ.
قَالَ هَارُوْنُ الحَمَّالُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَفِيْنَةٍ فَسَمِعْتُ هَاتِفاً يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ كَذَبَ المَرِيْسِيُّ عَلَى اللهِ ثُمَّ عَادَ الصَّوْتُ يَقُوْلُ: لاَ إِلَهَ إلَّا اللهُ عَلَى ثُمَامَةَ، وَالمَرِيْسِيِّ لَعْنَةُ اللهِ قَالَ: وَمَعَنَا رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ المَرِيْسِيِّ فِي المَرْكَبِ فَخَرَّ مَيْتاً.