1576- المهلبي 1:

السَّيِّدُ، الجَوَادُ حَاتِمُ زَمَانِهِ أَمِيْرُ البَصْرَةِ مُحَمَّدُ ابْنُ مُحَدِّثِ البَصْرَةِ عَبَّادِ بنِ عَبَّادِ بنِ حَبِيْبٍ ابْنِ الأَمِيْرِ المُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ المُهَلَّبِيُّ.

رَوَى عَنْ: أَبِيْهِ، وَهُشَيْمٍ.

وَعَنْهُ: الكُدَيْمِيُّ وَأَبُو العَيْنَاءِ، وَإِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ.

قَالَ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَتَبَ مَنْصُوْرٌ أخو الرشيد إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ يَشْكُو ضِيْقاً، وَجَفْوَةَ سلطان فنفد إِلَيْهِ عَشْرَةَ آلاَفِ دِيْنَارٍ.

وَقَالَ أَبُو العَيْنَاءِ: قَالَ المَأْمُوْنُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَبَّادٍ: أَرَدْتُ أَنْ أُوَلِّيَكَ فَمَنَعَنِي إِسْرَافُكَ قَالَ: مَنْعُ الجُوْدِ سُوْءُ ظَنٍّ بِالمَعْبُوْدِ فَقَالَ: لَوْ شِئْتَ أَبْقَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ فَإِنَّ مَا تُنْفِقُهُ مَا أَبْعَدَ رُجُوعَهُ إِلَيْكَ! قَالَ: مَنْ لَهُ مَوْلَى غَنِيٌّ لَمْ يَفْتَقِرْ فَقَالَ المَأْمُوْنُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرِمَنِي فَلْيُكْرِمْ ضَيْفِي مُحَمَّداً فَجَاءتْهُ الأَمْوَالُ فَمَا ذَخَرَ مِنْهَا دِرْهَماً، وَقَالَ: الكَرِيْمُ لاَ تُحَنِّكُهُ التَّجَارِبُ.

وَيُقَالُ: إِنَّهُ دَخَلَ مَرَّةً عَلَى المَأْمُوْنِ فَقَالَ: كَمْ دَيْنُكَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: سِتُّوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.

فَأَعْطَاهُ مائَةَ أَلْفِ دِيْنَارٍ.

وَقِيْلَ: إِنَّ المَأْمُوْنَ قَالَ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لاَ يَقْدَمُ أَحَدٌ البَصْرَةَ إلَّا أَضَفْتَهُ؟ فَقَالَ: مَنْعُ الجُوْدِ سُوْءُ ظَنٍّ بِالمَعْبُوْدِ. فَاسْتَحْسَنَهُ وَأَعْطَاهُ نَحْوَ سِتَّةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ.

ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدٌ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ خَمْسُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.

وَقِيْلَ لِلْعُتَبِيِّ: مَاتَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ:

نَحْنُ مِتْنَا بِفَقْدِهِ ... وَهُوَ حَيٌّ بِمَجْدِهِ

توفي سنة ست عشرة ومائتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015