وَعَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ: أَنَّ الأَصْمَعِيَّ كَانَ بَخِيْلاً وَيَجْمَعُ أَحَادِيْثَ البُخَلاَءِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ: كُنَّا مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ بقُرْبِ دَارِ الأَصْمَعِيِّ فَسَمِعْنَا مِنْهَا ضَجَّةً، فَبَادَرَ النَّاسُ لِيَعْرِفُوا ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا يَفْعَلُوْنَ هَذَا عِنْدَ الخُبْزِ كَذَا يَفْعَلُوْنَ إِذَا فَقَدُوا رَغِيفاً.

وَعَنِ الأصمعي، قال: نلت ما نلت بالملح.

قلت: كتبت شَيْئاً لاَ يُحْصَى عَنِ العَرَبِ وَكَانَ ذَا حِفْظٍ، وَذكَاءٍ وَلُطْفِ عِبارَةٍ فَسَادَ.

وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنْ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ قَالَ: قَدِمَ الحَسَنُ بنُ سَهْلٍ فَجَمَعَ أَهْلَ الأَدَبِ، وَحَضَرْتُ وَوَقَّعَ الحَسَنُ عَلَى خَمْسِيْنَ رُقْعَةٍ، وَجَرَى ذِكْرُ الحُفَّاظِ فَذَكَرْنَا الزُّهْرِيَّ، وَقَتَادَةَ فَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَأَنَا أُعِيدُ مَا وَقَّعَ بِهِ الأَمِيْرُ عَلَى التَّوَالِي فَأُحْضِرَتِ الرِّقَاعُ فَقَالَ: صَاحِبُ الرُّقْعَةِ الأُوْلَى كَذَا، وَكَذَا وَاسْمُهُ كَذَا وَكَذَا، وَوقَّعَ لَهُ بِكَذَا وَكَذَا، وَالرُّقْعَةُ الثَّانِيَةُ كَذَا وَالثَّالِثَةُ حَتَّى مَرَّ عَلَى نَيِّفٍ، وَأَرْبَعِيْنَ رُقْعَةً فَقَالَ نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيُّ: أَيُّهَا المَرْءُ أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ العَينِ.

وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهَا مِنْ، وَجْهٍ آخَرَ وَقَالَ: حَسْبُكَ لاَ تُقْتَلْ بِالعَيْنِ، وَقَالَ: يَا غُلاَمُ! احمِلْ مَعَهُ خَمْسِيْنَ أَلْفاً.

قَالَ عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ: رَأَيْتُ الأَصْمَعِيَّ وَسِيْبَوَيْه يَتَنَاظرَانِ فَقَالَ يُوْنُسَ: الحَقُّ مَعَ سِيْبَوَيْه وَهَذَا يَغْلِبُهُ بِلِسَانِهِ.

وَرُوِيَ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: أَنَّ الرَّشِيْدَ أَجَازَهُ مرة بمائة ألف.

وَتَصَانِيْفُ الأَصْمَعِيِّ وَنَوَادِرُهُ كَثِيْرَةٌ وَأَكْثَرُ تَوَالِيفِهِ مُخْتَصَرَاتٍ وَقَدْ فُقِدَ أَكْثَرُهَا.

قَالَ خَلِيْفَةُ وَأَبُو العَيْنَاءِ: مَاتَ الأَصْمَعِيُّ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمَائَتَيْنِ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، وَالبُخَارِيُّ: سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ.

وَيُقَالُ: عَاشَ ثَمَانِياً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً رَحِمَهُ اللهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015