عَنْ ابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ قَالَ: لَمَّا حَمَلَتْ والدة الشافعي به رأت كأن المُشْتَرِي خَرَجَ مِنْ فَرْجِهَا حَتَّى انْقَضَّ بِمِصْرَ ثُمَّ وَقَعَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مِنْهُ شَظِيَّةٌ فَتَأَوَلَّهُ المُعَبِّرُوْنَ أَنَّهَا تَلِدُ عَالِماً يَخُصُّ عِلْمَهُ أَهْلَ مِصْرَ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُ فِي البُلْدَانِ.
هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ.
وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيِّ فِيْمَا نَقَلَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ قَالَ: وُلِدْتُ بِاليَمَنِ يَعْنِي: القَبِيْلَةَ فَإِنَّ أُمَّهُ أَزْدِيَّةٌ- قَالَ: فَخَافَتْ أُمِّي عَلَيَّ الضَّيْعَةَ وَقَالَتْ: الْحَقْ بِأَهْلِكَ فَتَكُوْنَ مِثْلَهُمْ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تُغْلَبَ عَلَى نَسَبِكَ، فَجَهَّزَتْنِي إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمْتُهَا يَوْمَئِذٍ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِيْنَ فَصِرْتُ إِلَى نَسِيْبٍ لِي، وَجَعَلْتُ أَطْلُبُ العِلْمَ فَيَقُوْلُ لِي: لاَ تَشْتَغِلْ بِهَذَا وَأَقبِلْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ فَجُعِلَتْ لَذَّتِي فِي العِلْمِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ عَمْرَو بن سَوَّادٍ قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: وُلِدْتُ بِعَسْقَلاَنَ فَلَمَّا أَتَى عَلَيَّ سَنَتَانِ، حَمَلَتْنِي أُمِّي إِلَى مَكَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ: قَالَ لي الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين ومئة وحملت إلى مكة ابن سنتين.
قَالَ المُزَنِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنَ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ! وَكَانَ رُبَّمَا قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَلاَ يَفْضُلُ عَنْ قَبْضَتِهِ.
قَالَ الرَّبِيعُ المُؤَذِّنُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ كُنْتُ أَلْزَمُ الرَّمْيَ حَتَّى كَانَ الطَّبِيْبُ يَقُوْلُ لِي: أَخَافُ أَنْ يُصِيبَكَ السِّلُّ مِنْ كَثْرَةِ وُقُوفِكَ فِي الحَرِّ قَالَ: وَكُنْتُ أُصِيبُ مِنَ العَشَرَةِ تِسْعَةً.
قَالَ الحُمَيْدِيُّ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ كُنْتُ يَتِيْماً فِي حَجْرِ أُمِّي، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تُعْطِينِي لِلْمُعَلِّمِ، وَكَانَ المُعَلِّمُ قَدْ رَضِيَ مِنِّي أَنْ أَقُوْمَ عَلَى الصِّبْيَانِ إِذَا غَابَ وَأُخَفِّفَ عَنْهُ.
وَعَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ فِي الأَكتَافِ، وَالعِظَامِ وَكُنْتُ أَذْهَبُ إِلَى الدِّيْوَانِ فَأَسْتَوْهِبُ الظُّهُوْرَ فَأَكْتُبُ فِيْهَا.
وَقَالَ عَمْرُو بنُ سَوَّادٍ قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: كَانَتْ نَهْمَتِي فِي الرَّمْيِ وَطَلَبِ العِلْمِ فَنِلْتُ مِنَ الرَّمْيِ حَتَّى كُنْتُ أُصِيبُ مِنْ عَشْرَةٍ عَشْرَةً وَسَكَتَ عَنِ العِلْمِ فَقُلْتُ: أَنْتَ، وَاللهِ فِي العِلْمِ أَكْبَرُ مِنْكَ فِي الرَّمْيِ. قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الطَّائِيُّ الأَقْطَعُ: حَدَّثَنَا المُزَنِيُّ سَمِعَ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: حَفِظْتُ القُرْآنَ، وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِيْنَ وَحَفِظْتُ المُوَطَّأَ وَأَنَا ابن عشر.