اتَّقِ اللهَ، وَانظُرْ هَذِهِ الأَحَادِيْثَ لاَ يَكُوْنُ ابْنُكَ يُعْطِيْكَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَتَنَحَّيْتُ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَفَعَلَ اللهُ وَفَعَلَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ حَنْبَلٍ: أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ صَدُوْقاً.
قُلْتُ: ثُمَّ إِنَّ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ وَثَّقَهُ، وَأَنْصَفَهُ نَقَلَ عَنْ يَحْيَى تَوْثِيْقَه أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ.
وَقَدْ كَانَ ابْنُهُ أَبُو هَمَّامٍ مِنَ الثِّقَاتِ العُلَمَاءِ أَيْضاً.
وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: أَبُو بَدْرٍ لَيِّنُ الحَدِيْثِ لاَ يُحْتَجُّ بِهِ.
قُلْتُ: قَدْ قَفَزَ القَنطَرَةَ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَربَابُ الصِّحَاحِ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إلَّا أَنَّ عِنْدَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو أَحَادِيْثَ صِحَاحاً.
قُلْتُ: لَكِنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو مَعَ صِدْقِهِ وَعِلْمِهِ فِيْهِ لِيْنٌ مَا، وَلَمْ يَحْتَجَّ به الشَّيْخَانِ وَبَعْضُ الأَئِمَّةِ احْتَجَّ بِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: تُوُفِّيَ أَبُو بَدْرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَنَةَ خَمْسٍ وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: كَانَ مُعَمَّراً مِنْ أبناء التسعين.