قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرُ: مَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيْدِ إلَّا قَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِي. وَرَوَيْتُ لَهُ حَدِيْثَهُ: "وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيْلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَحْيَى ثُمَّ أُقْتَلَ" 1. فَبَكَى حَتَّى انْتَحَبَ.
وَعَنْ خُرَّزاذ العَابِدِ قَالَ: حَدَّثَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الرَّشِيْدَ بِحَدِيْثِ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوْسَى" 2، فَقَالَ رَجُلٌ شَرِيْفٌ: فَأَيْنَ لَقِيَهُ? فَغَضِبَ الرَّشِيْدُ، وَقَالَ: النِّطْعَ وَالسَّيْفَ زِنْدِيقٌ يَطعَنُ فِي الحَدِيْثِ. فَمَا زَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ يُسَكِّنُهُ وَيَقُوْلُ: بَادِرَةٌ مِنْهُ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! حَتَّى سَكَنَ3.
وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ قَالَ: صَبَّ عَلَى يَدَيَّ بَعْدَ الأَكْلِ شَخْصٌ لاَ أَعْرِفُهُ. فَقَالَ الرَّشِيْدُ: تَدْرِي مَنْ يَصُبُّ عَلَيْكَ? قُلْتُ: لاَ. قَالَ: أَنَا، إِجْلاَلاً لِلْعِلْمِ4.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ: قَالَ لِي الرشيد، وأمر لي بخمسة آلاف دينار: وَقِّرْنَا فِي المَلأِ وَعَلِّمْنَا فِي الخَلاَءِ. سَمِعَهَا: أَبُو حَاتِمٍ مِنَ الأَصْمَعِيِّ. قَالَ الثَّعَالبِيُّ فِي اللَّطَائِفِ: قَالَ الصُّوْلِيُّ: خَلَّفَ الرَّشِيْدُ مائَةَ أَلْفِ أَلْفِ دِيْنَارٍ.
وَقَالَ المَسْعُوْدِيُّ فِي مُرُوْجِهِ: رَامَ الرَّشِيْدُ أَنْ يُوصِلَ مَا بَيْنَ بَحرِ الرُّوْمِ، وبحر القلزم مما