وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً, وَمِنْهُم مَنْ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ, وَكَانَ خَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ قَدِيْماً, فَأَتَى الجَزِيْرَةَ, وَالكُوْفَةَ, وَالرَّيَّ, وَبَغْدَادَ, فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ فِي سَنَةِ 151.
قَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ يُوْنُسَ: قَدِمَ ابْنُ إِسْحَاقَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمائَةٍ وَرَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مِنْهُم: عُبَيْدُ اللهِ بنُ المُغِيْرَةِ, وَيَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ, وَثُمَامَةُ بنُ شُفَيٍّ, وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي جَعْفَرٍ, وَالقَاسِمُ بنُ قرمَانَ, وَالسَّكَنُ بنُ أَبِي كَرِيْمَةَ رَوَى عَنْهُم أَحَادِيْثَ لَمْ يَرْوِهَا عَنْهُم غَيْرُه فِيْمَا عَلِمتُ.
رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ الأَكَابِرُ مِنْهُم: يَزِيْدُ بنُ أَبِي حَبِيْبٍ وَقَيْسُ بنُ أَبِي يَزِيْدَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ مَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ قَدِيْماً, فَلَمْ يَروِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنْهُم, غَيْرُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ سَعْدٍ, وَكَانَ مَعَ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ بِالجَزِيْرَةِ, وَأَتَى أَبَا جَعْفَرٍ بِالحِيْرَةِ فَكَتَبَ لَهُ المَغَازِي, فَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ بِذَلِكَ السَّبَبِ, وَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ الرَّيِّ فَرُوَاتُهُ مِنْ هَؤُلاَءِ البُلْدَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ المَدِيْنَةِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لابْنِ إِسْحَاقَ مِنَ الفَضْلِ إلَّا أَنَّهُ صَرَفَ المُلُوْكَ عَنِ الاشتِغَالِ بِكُتُبٍ لاَ يَحصُلُ مِنْهَا شَيْءٌ, إِلَى الاشتِغَالِ بِمَغَازِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَبْعَثِهُ, وَمُبتَدَأِ الخَلْقِ لَكَانَتْ هَذِهِ فَضِيلَةٌ سَبَقَ بِهَا, ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ صَنَّفَهَا قَوْمٌ آخَرُوْنَ, فَلَمْ يَبلُغُوا مَبلَغَ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْهَا. وَقَدْ فَتَّشتُ أَحَادِيْثَهُ كَثِيْراً, فَلَمْ أَجِدْ مِنْ أَحَادِيْثِه مَا يَتَهَيَّأُ أَنْ يُقطَعَ عَلَيْهِ بِالضَّعفِ, وَرُبَّمَا أَخْطَأَ أَوْ يَهِمُ فِي الشيء بعد الشيء, كما يخطىء غَيْرُه, وَلَمْ يَتَخَلَّفْ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ الثِّقَاتُ وَالأَئِمَّةُ وَهُوَ لاَ بَأْسَ بِهِ.
العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا العَبَّاسُ بنُ الفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ عُرْوَةَ يَقُوْلُ: ابْن إِسْحَاقَ كذاب.
عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ, حَدَّثَنِي وُهَيْبٌ, قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ, فَقَالَ, وَقَالَ.. وَاتَّهَمَهُ.
العُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ زَاجٌ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَمَالِكٌ يَجْرَحَانِ مُحَمَّدَ بنَ إِسْحَاقَ.
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ, عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ أَبِي الوَضَّاحِ, قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيِّ, فَقِيْلَ لَهُ: إِنَّ أَهْلَ العِرَاقِ يَرْوُونَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. فَقَالَ يَحْيَى: تَروُونَ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ? تَرْوُونَ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ?.!