قُلْتُ: جَعْفَرٌ: ثِقَةٌ, صَدُوْقٌ, مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ كَشُعْبَةَ, وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ سُهَيْلٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَهُوَ فِي وَزْنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَنَحْوِه. وَغَالِبُ رِوَايَاتِه عَنْ أَبِيْهِ مَرَاسِيْلُ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ عَنْ أَبِيْهِ عَنْ جَابِرٍ وَعَنْ آبَائِهِ وَنُسَخٌ لأَهْلِ البَيْتِ, وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ.
وَعَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ, قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرتُ إِلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, عَلِمتُ أَنَّهُ مِنْ سُلاَلَةِ النَّبِيِّيْنَ, قَدْ رَأَيْتُه وَاقِفاً عِنْدَ الجَمْرَةِ يَقُوْلُ سَلُونِي, سَلُونِي.
وَعَنْ صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ, يَقُوْلُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفقِدُوْنِي, فَإِنَّهُ لاَ يُحَدِّثُكُم أَحَدٌ بَعْدِي بِمِثْلِ حَدِيْثِي.
ابْنُ عُقْدَةَ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حُسَيْنِ بنِ حَازِمٍ, حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّمَّانِيُّ أَبُو نَجِيْحٍ, سَمِعْتُ حَسَنَ بنَ زِيَادٍ, سَمِعْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ, وَسُئِلَ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ? قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَقدَمَهُ المَنْصُوْرُ الحِيْرَةَ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ إِنَّ النَّاسَ قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيىء لَهُ مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابِ فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ، عَنْ يَمِيْنِه فَلَمَّا بَصُرتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ الهَيْبَةِ مَا لاَ يَدْخُلُنِي لأَبِي جَعْفَرٍ فَسَلَّمتُ وَأَذِنَ لِي فَجَلَستُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَعْرِفُ هَذَا قَالَ: نَعَمْ هَذَا أَبُو حَنِيْفَةَ ثُمَّ أَتْبَعَهَا قَدْ أَتَانَا ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيْفَةَ هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ نَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ فَابتَدَأْتُ أَسْأَلُه فَكَانَ يَقُوْلُ فِي المَسْأَلَةِ: أَنْتُم تَقُوْلُوْنَ فِيْهَا كَذَا وَكَذَا, وَأَهْلُ المَدِيْنَةِ يَقُوْلُوْنَ كَذَا وَكَذَا, وَنَحْنُ نَقُوْلُ كَذَا وَكَذَا فَرُبَّمَا تَابَعَنَا وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلَ المَدِيْنَةِ وَرُبَّمَا خَالَفَنَا جَمِيْعاً حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً مَا أَخْرِمُ مِنْهَا مَسْأَلَةً ثُمَّ قَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوَيْنَا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهم بِاخْتِلاَفِ النَّاسِ؟.
عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ جَعْفَرٌ: برىء اللهُ مِنْ جَارِكَ, وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ, وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً, فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ, قَالَ: كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ, وَغَيْرُهُ, عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ, نَحْوَ ذَلِكَ.