أَدْرَكَه بِقَرْيَةِ بُوْصِيْرَ, مِنْ بِلاَد مِصْرَ, فَبَيَّتَه, فَقَاتَلَ المِسْكِيْنُ حَتَّى قُتِلَ, وَهَرَبَ ابْنَاهُ إِلَى بِلاَدِ الحَبَشَةِ, وَانتَهَتِ الدَّولَةُ الأُمَوِيَّةُ.
وَلَمَّا مَاتَ السَّفَّاحُ, زَعَمَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ وَلِيُّ عَهْدِه, وبايعه أمراء الشام, وبويع المَنْصُوْرُ بِالعِرَاقِ, وَنَدَبَ لِحَربِ عَمِّهِ صَاحِبَ الدَّعوَةِ أَبَا مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيَّ, فَالْتَقَى الجَمْعَانِ بِنَصِيْبِيْنَ فَاشتَدَّ القِتَالُ وَقُتِلَتِ الأَبْطَالُ, وَعَظُمَ الخَطْبُ ثُمَّ انْهَزَمَ عَبْدُ اللهِ فِي خَوَاصِّه, وَقَصَدَ البَصْرَةَ فَأَخفَاهُ أَخُوْهُ سُلَيْمَانُ مُدَّةً, ثُمَّ مَا زَالَ المَنْصُوْرُ يُلحُّ حَتَّى أَسلَمَه فَسَجَنَهُ سَنَوَاتٍ فَيُقَالُ: حَفَرَ أَسَاسَ الحَبسِ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ المَاءَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ فالأمر لله.