شيوخ الحافظ الذهبي -رحمه الله- الذين ذكرهم في "معجم شيوخه" ومن تلامذته الذين سمعوا منه، وأخذوا عنه، وانتفعوا به. وتولى تدريس الحديث بالناصرية، والأسدية، ودار الحديث الحمصية، كما ولي التدريس في المدرسة الصلاحية بالقدس، ثم أضيف إليه تدريس الحديث بالتنكزية، كما تولى مشيخة دار الحديث السيفية.
9- ومنهم العلامة الحافظ محمد بن عبد الكريم الموصلي الأطرابلسي الشافعي المتوفى سنة "764هـ" قال الحافظ ابن ناصر الدين في "الرد الوافر" "ص66": لما قدم الحافظ محمد بن محمد بن عبد الكريم دمشق سنة "734هـ" إلى الحج، قال في الحافظ الذهبي -رحمه الله:
ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت ... أخباركم قط إلا ملت من طرب
وليس من عجب أن ملت نحوكم ... فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب
وقد تخرج بالحافظ الذهبي -رحمه الله- حفاظ كثيرون، لذا قال تلميذه الحافظ الحسيني في "ذيله على تذكرة الحفاظ" "ص36": وحمل عنه الكتاب والسنة خلائق.
خامسا: ثناء أهل العلم عليه
كان الحافظ الذهبي -رحمه الله- أمة وحده في الحديث، والفقه، والعقيدة، وسائر العلوم الشرعية، وأثنى عليه كل من رآه ثناء حسنا نسوق بعضا منه:
قال الصفدي: في "الوافي بالوفيات" "2/ 163":
الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله الذهبي حافظ لا يجارى، ولافظ لا يبارى أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس، ذهن يتوقد ذكاؤه، ويصح إلى الذهبي نسبته وانتماؤه، جمع الكثير ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤنة التطويل في التأليف، وقف الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني -رحمه الله- على تاريخه الكبير المسمى بـ"تاريخ الإسلام" جزءا بعد جزء إلى أن أنهى مطالعته، وقال: هذا كتاب عليم، اجتمعت به، وأخذت عنه، وقرأت عليه كثيرا من تصانيفه، ولم أجد عنده جمود المحدثين، ولا كودنة1 النقلة، بل هو