وَعَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ, قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، إِنِّي أَرَى أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَلْزَمُكَ لُزُوْماً لاَ يَلْزَمُهُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِكَ، لاَ يَخْرُجُ سَفَراً إلَّا وَأَنْتَ مَعَهُ، فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ. قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَوْلَى القَوْمِ بِالظِّلِّ، وَكَانَ يُرَحِّلُ رَوَاحِلَنَا, وَيُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَحْدَهُ وَلَقَدْ فَرَغْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ رَحَّلَ رِحَالَنَا وَهُوَ يُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَيَرْتَجِزُ:

لاَ يَأْخُذِ اللَّيْلُ عَلَيْكَ بِالهَمْ ... وَإِلْبَسَنْ لهُ القَمِيْصَ وَاعْتَمْ

وَكُنْ شَرِيْكَ نَافِعٍ وَأَسْلَمْ ... وَإِخْدُمِ الأَقْوَامَ حَتَّى تُخْدَمْ

رَوَاهُ القَعْنَبِيُّ، عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيْهِ.

زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بَعَثَنِي إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ, قَالَ: لاَ تُعْلِمْهُ لِمَا أَبْعَثُ إِلَيْهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلَقِّنَهُ الشَّيْطَانُ كَذْبَةً فَجَاءتِ امْرَأَةٌ لِعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا عِيْسَى لاَ يُنْفِقُ عَلَيَّ وَلاَ يَكْسُوْنِي. فَقَالَ: وَيْحَكِ, وَمَنْ أَبُو عِيْسَى؟ قَالَتْ: ابْنُكَ. قَالَ: وَهَلْ لِعِيْسَى مِنْ أَبٍ؟ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: لاَ تُخْبِرْهُ فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ دِيْكٌ ودجاجة هنديان, قلت أجب أباك. قَالَ: وَمَا يُرِيْدُ؟ قُلْتُ: نَهَانِي أَنْ أُخْبِرَكَ. قَالَ: فَإِنِّي أُعْطِيْكَ الدِّيْكَ وَالدَّجَاجَةَ. قَالَ: فَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِ أَنْ لاَ يُخْبِرَ عُمَرَ وَأَخْبَرْتُهُ فَأَعْطَانِيْهُمَا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى عُمَرَ قَالَ أَخْبَرْتَهُ؟ فَوَاللهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُوْلَ لاَ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: أَرَشَاكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَأَخْبَرْتُهُ فَقَبَضَ عَلَى يَدِي بِيَسَارِهِ وَجَعَلَ يَمْصَعُنِي بِالدِّرَّةِ وَأَنَا أَنْزُو فَقَالَ إِنَّكَ لَجَلِيْدٌ ثُمَّ قَالَ أَتَكْتَنِي بِأَبِي عِيْسَى, وَهَلْ لِعِيْسَى مِنْ أَبٍ؟.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ أَسْلَمُ سَنَةَ ثَمَانِيْنَ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلاَفَةِ عَبْدِ المَلِكِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَدَنِيٌّ, ثِقَةٌ. وَيُقَالُ: عَاشَ مائَةً وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً, وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015