جَمَاعَةٌ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ حُذَيْفَةَ المَوْتُ قَالَ: حَبِيْبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ؛ لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ! أَلَيْسَ بَعْدِي مَا أَعْلَمُ؟ الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَبَقَ بِي الفِتْنَةَ, قَادَتَهَا وَعُلُوْجَهَا.
شُعْبَةُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَيْسَرَةَ, عَنِ النَزَّالِ بنِ سَبْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيِّ, مَاذَا قَالَ حُذَيْفَةُ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ: لَمَّا كَانَ عِنْدَ السَّحَرِ، قَالَ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ صَبَاحٍ إِلَى النَّارِ -ثَلاَثاً, ثُمَّ قَالَ: اشْتَرُوا لِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ؛ فَإِنَّهُمَا لَنْ يُتْرَكَا عَلَيَّ إلَّا قَلِيْلاً حَتَّى أُبْدَلَ بِهِمَا خيرًا منهما، أو أسلبهما سلبًا قبيحًا.
شُعْبَةُ أَيْضاً, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَرَ, عَنْ حُذَيْفَةَ, قَالَ: ابْتَاعُوا لِي كفنًا, فجاءوا بِحُلَّةٍ ثَمَنُهَا ثَلاَثُ مائَةٍ, فَقَالَ: لاَ, اشْتَرُوا لِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ.
وَعَنْ جُزَى بنِ بُكَيْرٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ فَزِعْنَا إِلَى حُذَيْفَةَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ حُذَيْفَةُ بِالمَدَائِنِ بَعْدَ عُثْمَانَ, وَلَهُ عَقِبٌ, وَقَدْ شَهِدَ أَخُوْهُ صَفْوَانُ بنُ اليَمَانِ أُحُداً.