ثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسٍ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ1.
وَقَالَ زَكَرِيَّا وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ, عَنِ الشَّعْبِيِّ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ سِتَّةٌ، وَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذٌ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو زَيْدٍ، وأُبَيّ, وَسَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ2.
وَكَانَ بَقِيَ عَلَى مجمَّع بنِ جَارِيَةَ سُوْرَةٌ أَوْ سُوْرَتَانِ حِيْنَ تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إِسْمَاعِيْلُ, عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ قَدْ أَخَذَ بِضْعاً وَسَبْعِيْنَ سُورَةً -يَعْنِي مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَتَعَلَّمَ بَقِيَّتَهُ مِنْ مجمَّع, وَلَمْ يَجْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الخُلَفَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ القُرْآنَ غَيْرُ عُثْمَانَ3.
قَالَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ آخِرِ الأَنْصَارِ إِسْلاَماً، وَكَانَ يَعْبُدُ صَنَماً، فَدَخَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ مَسْلَمَةَ بَيْتَهُ، فَكَسَرَا صَنَمَهُ, فَرَجَعَ فَجَعَلَ يَجْمَعُ الصَّنَمَ وَيَقُوْلُ: وَيْحَكَ! هَلاَّ امْتَنَعْتَ، ألَا دَفَعْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: لَو كَانَ يَنْفَعُ أَوْ يَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ دَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ وَنَفَعَهَا.
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَعِدِّي لِي مَاءً فِي المُغْتَسَلِ, فَاغْتَسَلَ وَلَبِسَ حُلَّتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ رَوَاحَةَ مُقْبِلاً, فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ, هَذَا أَبُو الدَّرْدَاءِ, وَمَا أُرَاهُ إلَّا جَاءَ فِي طَلَبِنَا, فَقَالَ: "إِنَّمَا جَاءَ لِيُسْلِمَ, إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي بِأَبِي الدَّرْدَاءِ أَنْ يُسْلِمَ"4.
رَوَى مِنْ قَوْلِهِ: "وَكَانَ يَعَبْدُ..... إِلَى آخِرِهِ" مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ, عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ.
وَرَوَى مِنْهُ: أَبُو صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عن جبير، عن أَبِي الدَّرْدَاءِ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي إِسْلاَمَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فأسلم"5.