حَدِيْثُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عَائِشَةَ سَاوَمَتْ بَرِيْرَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ إِلَى الصَّلاَةِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ: إِنَّهُمْ لاَ يَبِيْعُوْنَهَا إلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الوَلاَءَ. قَالَ: "إِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" 1.
هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيْرَةَ كَانَ عَبْداً أَسْوَدَ يُسَمَّى: مُغِيثاً فَقَضَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيْهَا أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: أَنَّ مَوَالِيْهَا اشْتَرَطُوا الوَلاَءَ فَقَضَى أَنَّ الوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ وَخُيِّرَتْ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَأَمَرَ النَّبِيُّ أَنْ تَعْتَدَّ. فَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ المَدِيْنَةِ يَعْصِرُ عَيْنَيه عَلَيْهَا.
قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ" 2.
رَوَى نَحْواً مِنْهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ3.
دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِبَرِيْرَةَ: "قَدْ أُعْتِقَ بَضْعُكِ مَعَكِ فَاخْتَارِي".
أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ خَيَّرَ بَرِيْرَةَ. فَكَلَّمَهَا فِيْهِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَشَيْءٌ وَاجِبٌ? قَالَ: "لاَ، إنما أشفع له".
شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ رَسُوْلُ اللهِ بِلَحْمٍ فَقِيْلَ: تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيْرَةَ قَالَ: "هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ" 4.
أَيُّوْبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: ذُكِرَ زَوْجُ بَرِيْرَةَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: ذَاكَ مُغِيْثٌ عَبْدُ بَنِي فُلاَنٍ قَدْ رَأَيْتُهُ يَبْكِي خَلْفَهَا يتبعها في الطريق5.