فَذَكَرَتْ بَرِيْرَةُ ذَلِكَ لَهُم. فَأَبَوْا وَقَالُوا: إِنْ شَاءتْ أَنْ تَحْتَسِبَ فَلْتَفْعَلْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: "ابْتَاعِي فَأَعْتِقِي فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: "مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُوْنَ شُرُوْطاً لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ! مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطاً لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ شَرَطَ مئة شَرْطٍ شَرْطُ اللهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ" 1.
وَفِي لَفْظٍ فِي "الصَّحِيْحِ". قَالَتْ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أواقٍ كُلُّ عَامٍ أُوْقِيَّةٌ فَأَعِيْنِيْنِي.
وَفِي لَفْظٍ: "قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ" وفيه: "قضاء الله أحق وشرط الله وأوثق وَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ".
وَفِي لَفْظٍ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُوْلُ أَحَدُهُمْ: أَعْتِقْ يَا فُلاَنُ وَلِيَ الوَلاَءُ".
وَفِي رِوَايَةٍ: دَخَلَتْ وَعَلَيْهَا خَمْسُ أواق في خمس سنين فقالت لها عَائِشَةُ وَنَفِسَتْ فِيْهَا: أَرَأَيْتِ إِنْ عَدَدْتُ لَهُم عِدَّةً وَاحِدَةً أَيَبِيْعُكِ أَهْلُكِ فَأُعْتِقَكِ? وَفِي لَفْظٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ: "لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكَ" وَفِيْهِ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ".
وَفِي رِوَايَةٍ: عَتَقَتْ وَهِيَ عِنْدَ مُغِيْثِ بنِ جَحْشٍ فَخَيَّرَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "إِنْ قَرُبَكِ فَلاَ خِيَارَ لَكِ".
وَفِي رِوَايَةٍ: جَعَلَ عِدَّتَهَا عِدَّةَ المُطَلَّقَةِ الحُرَّةِ.
وَفِي لَفْظٍ: جَاءتْنِي وَرَسُوْلُ اللهِ جَالِسٌ فَقَالَتْ لِي مَا رَدَّ أَهْلُهَا. فَقُلْتُ: لاهَا اللهِ وَرَفَعْتُ صَوْتِي. فَقَالَ: "خُذِيْهَا وَاشْتَرِطِي".
وَفِي لَفْظٍ: "إِذَا أُعْتِقْتِ فَأَنْتَ أَوْلَى بِأَمْرِكِ مَا لَمْ يَطَأْكِ وَمَا أُحِبُّ أَنْ تَفْعَلِي" قَالَتْ: لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ.
وَفِي حَدِيْثِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ فِي بَرِيْرَةَ ثَلاَثُ سُنَنٍ: عَتَقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ تَفُوْرُ بِلَحْمٍ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ مِنْ أَدَمِ البَيْتِ فَقَالَ: "أَلَمْ أَرَ البُرْمَةَ"؟ قَالُوا: بَلَى ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيْرَةَ وَأَنْتَ لاَ تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ. قَالَ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ ولنا هدية".