شَأْنُ الإِفْكِ:

كَانَ فِي غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ1 سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الهِجْرَةِ وَعُمُرُهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- يَوْمَئِذٍ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً.

فَرَوَى حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ وَالنُّعْمَانِ بنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ. فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ. فَخَرَجَ سَهْمِي. فَهَلَكَ فيَّ مَنْ هَلَكَ2.

وَكَذَلِكَ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَالوَاقِدِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ الإِفْكَ كَانَ فِي غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ.

يُوْنُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ وَابْنُ المُسَيِّبِ وَعَلْقَمَةُ بنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَدِيْثِ عَائِشَةَ حِيْنَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللهُ تَعَالَى. وَكُلٌّ، حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيْثِهَا وَبَعْضُ حَدِيْثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضاً وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بها مَعَهُ. فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سهمي فخرجت معه بعدما نَزَلَ الحِجَابُ وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيْهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرغَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِيْنَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيْلِ. فَقُمْتُ حِيْنَئِذٍ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ3 قَدِ انْقَطَعَ فَالْتَمَسْتُهُ وَحَبَسَنِي الْتِمَاسُهُ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِيْنَ كَانُوا يَرْحَلُوْنَ بِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي4 فَرَحَلُوْهُ عَلَى بَعِيْرِي وَهُمْ يَحْسَبُوْنَ أَنِّي فِيْهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خفافا لم يثقلهن اللحم إنما يأكلن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015