وَفِي لَفْظٍ "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَلاَمُهُ عَلَيْهِم أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ" 1.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَجَاءَ فِي غَيْرِ هَذَا الحَدِيْثِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ وَكَعْبٌ يَقُوْلُ ذَلِكَ.
قَالَ: وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ لأَنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ قُتِلَ يوم مؤتة وَإِنَّمَا كَانَتْ عُمْرَةُ القَضَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ.
قُلْتُ: كَلاَّ بَلْ مُؤْتَةُ بَعْدَهَا بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ جَزْماً.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حنبل: فحديث أنس دخل النبي عليه السلام مَكَّةَ وَابْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِغِرْزِهِ فَقَالَ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.
وَعَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ: إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لابْنِ رَوَاحَةَ: "انْزِلْ فَحَرِّكِ الرِّكَابَ". قَالَ يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَقَدْ تَرَكْتُ قَوْلِي فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اسْمَعْ وَأَطِعْ فَنَزَلَ وَقَالَ:
تَاللهِ لَوْلاَ اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
وَسَاقَ بَاقِيْهَا.
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بَكَى ابْنُ رَوَاحَةَ وَبَكَتِ امْرَأَتُهُ فَقَالَ: مَا لَكِ? قَالَتْ: بَكَيْتُ لِبُكَائِكَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي وَارِدٌ النَّارَ وَمَا أَدْرِي أَنَاجٍ مِنْهَا أَمْ لاَ.
الزُّهْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَبْعَثُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ فَيَخْرُصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُوْدَ فَجَمَعُوا حُلِيّاً مِنْ نِسَائِهِم فَقَالُوا: هَذَا لَكَ وَخَفِّفْ عَنَّا قَالَ يَا مَعْشَرَ يَهُوْدَ! وَاللهِ إِنَّكُم لَمِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللهِ إِلَيَّ وَمَا ذَاكَ بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيْفَ عَلَيْكُم وَالرِّشْوَةُ سُحْتٌ. فَقَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ.
وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ -فِيْمَا نَحْسِبُ- عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُسْندِ بالمزة، أنبأنا عبدان بن رزين،