ابْنِ إِسْحَاقَ:، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِي شَأْنِ هِجْرَتِهِم إِلَى بِلاَدِ النَّجَاشِيِّ وَقَدْ مَرَّ بَعْضُ ذَلِكَ قَالَتْ: فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُرْسِلُوا إِلَيْهِ فَبَعَثُوا عَمْرَو بنَ العَاصِ وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي رَبِيْعَةَ فَجَمَعُوا هَدَايَا لَهُ وَلِبَطَارِقَتِهِ فَقَدِمُوا عَلَى المَلِكِ وَقَالُوا: إِنَّ فِتْيَةً مِنَّا سُفَهَاءَ فَارَقُوا دِيْنَنَا وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِيْنِكَ وَجَاؤُوا بِدِيْنٍ مُبْتَدَعٍ لاَ نَعْرِفُهُ وَلَجَؤُوا إِلَى بِلاَدِكَ فَبُعِثْنَا إِلَيْكَ لِتَرُدَّهُم فَقَالَتْ بَطَارِقتُهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا المَلِكُ فَغَضِبَ. ثُمَّ قَالَ: لاَ لعمرُ اللهِ لاَ أردهم إليهم حتى أكلمهم. قوم لجئوا إِلَى بِلاَدِي وَاخْتَارُوا جِوَارِي. فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَمْرٍو وَابنِ أَبِي رَبِيْعَةَ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ المَلِكُ كَلاَمَهُم فَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُوْلُ النَّجَاشِيِّ اجْتَمَعَ القَوْمُ وَكَانَ الَّذِي يُكَلِّمُهُ جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: مَا هَذَا الدِّيْنُ? قَالُوا: أَيُّهَا المَلِكُ! كُنَّا قَوْماً عَلَى الشِّرْكِ نَعْبُدُ الأَوْثَانَ وَنَأْكُلُ المَيْتَةَ وَنُسِيْءُ الجِوَارَ وَنَسْتَحِلُّ المَحَارِمَ وَالدِّمَاءَ فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا نَبِيّاً مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ وَفَاءهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ فَدَعَانَا إِلَى أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَصِلَ الرَّحِمَ وَنُحْسِنَ الجِوَارَ وَنُصَلِّيَ وَنَصُوْمَ. قَالَ: فَهَلْ مَعَكُم شَيْءٌ مِمَّا جَاءَ بِهِ? -وَقَدْ دَعَا أَسَاقِفَتَهُ فَأَمَرَهُمْ فَنَشَرُوا المَصَاحِفَ حَوْلَهُ- فَقَالَ لَهُمْ جَعْفَرٌ: نَعَمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِم صَدْراً مِنْ سُوْرَةِ {كهيعص} [مريم: 1] . فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخضلُوا مَصَاحِفَهُم ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا الكَلاَمَ لَيَخْرُجُ مِنَ المِشْكَاةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوْسَى انْطَلِقُوا رَاشِدِيْنَ لاَ وَاللهِ لاَ أَرُدُّهُم عَلَيْكُم وَلاَ أُنْعِمُكُم عَيْناً فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ عَمْرٌو لآتينَّه غَداً بِمَا أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءهُم فَذَكَرَ لَهُ مَا يَقُوْلُوْنَ فِي عِيْسَى1.

قَالَ شَبَابٌ: عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَعَقِيْلٌ أُمُّهُم فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ.

قَالَ الوَاقِدِيُّ: هَاجَرَ جَعْفَرٌ إِلَى الحَبَشَةِ بِزَوْجَتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَوَلَدَتْ هُنَاكَ عَبْدَ اللهِ وَعَوْناً وَمُحَمَّداً.

وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَسْلَمَ جَعْفَرٌ بَعْدَ أَحَدٍ وَثَلاَثِيْنَ نَفْساً.

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أُوَيْسٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيْدٍ أَنَّ عَلِيّاً أَوَّلُ ذَكَرٍ أَسْلَمَ ثُمَّ أَسْلَمَ زَيْدٌ ثُمَّ جَعْفَرٌ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الرَّابِعَ أَوِ الخَامِسَ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: ضَرَبَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ بَدْرٍ لِجَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015