سوس العالمه (صفحة 74)

وقد قامت الهيجاء حق قيامها ... ودارت رحاها والتظى وسطها الْجمر

وقد صابر الشجعان حتى لوى بِهم ... إلى العجز رغما مَطعن الأسل المر (?)

وقد فلَّت الأسياف واندقت القنا. ... وكدَّست الموتى وضاق بِها البَرُّ

وجف من أوساط الحلوق لعابها ... وقد ضاقت الأضلاع وانتفخ السَّحر (?)

وقد قام ميزان الهزيمة فانثنى ... عن الوالد البَرِّ ابنه البطل البَرُّ

هنالك مولانا يُضيء جبينه ... حبورا كأن طافت براحته الْخمر

يقاوم فردا ثابت الجأش مقدما ... كما خر نَحو السفح من قَنَّةٍ صَخر

يشايعه العزم الوطيد وقائم ... من المشرفيات البواتر والْمهر

إلى أن يرد الجيش أدباهم وقد ... تقسَّمهم حد المهند والأسر

وقال موسى الوجَّاني في إحدى ليالي المرح:

وليل مثل خافية الغراب ... عليه من ملاءات الشباب

وأنجم جوه متلفعات ... بأردية السواد من السحاب

قطعت إلى الصباح بغانيات ... وأقداح تشعشع بالشراب

وأوتار لَها نغمات وحي ... تبعثر من هم تَحت التراب

فحينا أرشف الصهبا وحينا ... أميل إلى مراشفها العذاب

فكانت ليلة غراء صينت ... من التنغيص من أهل الرِّقَاب

هل الأنس اللذيذ سوى غناء ... ورشف الراح أو رشف الرضاب؟

وصوت العود يَحدو للتصابي ... وتطويل العناق مع الكَعاب

فذا الأنس اللذيذ وما سواه ... فليس سوى بوارق من سراب

وقالت الفئة الماثلة في حضرة مُحمد العالِم في وصف مَجلس شراب، قال مُحمد العالِم مفتتحا المساجلة على عادته مع الأدباء:

هذي الكئوس مشعشعات الراح ... فانْهَض نلبِّ نداءها يا صاح

إبراهيم السجتاني:

ما عذر من ترك العقار بروضة ... زهراء بين منادمات صباح

محمد بن الحسن الإيلالني:

فالوقت طابَ وبلبل الأغصان قد ... ملأ الرياض بصوته الصَّداح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015