وقد حُكيَ لي أن فيها أزيد من ألف كتاب، ولَم ر منها إلا كتاب (العاقبة) لعبد الحق الإشبيلي.
تأسست منذ أواخر القرن الثاني عشر على يد جد آل حسين، ثُم صارت تزداد على أيدي العلماء من أولاده وأحفاده، إلى أن زخرت بأنواع الكتب، وآخر من حافظ عليها الفقيه سيدي إبراهيم بن مُحمد، ولَم يتيسر لنا أن نراها.
كان المحدث سيدي عبد الرحيم متوجها للعلوم وجمع كل الكتب الممكنة له، فتأتى له أن يَجمع خزانة ذكرت لنا، وهي الآن في يد حفيده عثمان فقيه الأسرة، هي كلها أو بعضها.
كانت للأسرة الوَحْمَانِيَّة هِمَّة علمية، فصارت تَجمع من الكتب ما في وسعها حتى وصلت يد القاضي الْحَاج إسْمَاعيل السكتاني الأديب الكبير، فأضاف إلى الكتب القديمة الكتب الجديدة، فصارت أفضل خزانة، وقد رأيت بعضها في داره بسكتانة، وذكر أن أكثر مِمَّا رأيت لا يزال في دار له أخرى.
هذه هي الخزائن التي أظن أنَّها متنوعة، وأنَّها من جهة كونِها قديمة أو شبه قديمة، تستحق الذكر، وأمَّا خزائن الأفراد؛ فمعلوم أن لكل عالِم من علماء تلك الجهة خزانة خاصة، بل قد يكون تَحت يد فرد من هؤلاء من الكتب ما قد يفوق ما في بعض تلك الخزائن؛ كخزانة سيدي أحمد الفقيه في قرية إيليغ في الفائجة فقد رأيت فيها بعض النوادر، وكالتي للقاضي سيدي موسى الروداني، وللأستاذ سيدي مَحمد الكثيري التملي، بل في تزنيت بقايا الْخزانة التي حبسها الطيفوريون على الْمَسجد الْجَامع بِهذه المدينة، وفي المدرسة الأدوزية كذلك بقايا من يد سيدة كرسيفة محبسة من كتب علماء أهلها، كما