النوادر ولَم أرها إلى الآن، وأتخوف أن يدب إليها ما يدب إلى أمثالِها التي تصير إلى أحفاد ليسوا في مسالخ الأجداد.
نسبة إلى قرية إيديكل من تلك القبيلة، افتتح جَمع الكتب إليها من عهد جد الأسرة العلامة سعيد بن مُحمد المتوفى عام (1042هـ)، ثم صارت الْخَزانة في أيد تضيف إليها كل ما أمكنها، حتى وصلت أخيرا إلى أحد الأحياء النبهاء، فذكر لي عنها ما يَجعلني أحسبها -على ما قال- ذات مئات من الدفاتر إن لم تصل ألفا، ولَم يتيسر لي أن أراها.
نسبة إلى أقَارِيض، وهو لقب لكلا الفقيهين سيدي مَحمد بن عبد الله وسيدي أحمد أخيه، ولَهُما خزانة موزعة بينهما، وهُما اللذان كوناها، وقيل لي: إنّها متسعة، وهُما يقطنان في قبيلة آيت صواب، بدائرة تَانالْت والْخزانة في أيدي أولادهما.
نسبة إلى قرية أزَارِيف، حيث المدرسة التي يُقال أنَّها تأسست في القرن الثامن فيما يقال، وقد كان الشيخ سيدي مُحمد بن يَحيى المتوفى عام (1164هـ) أحد الأولين من فطاحل علماء أزاريف هو وأولاده، فزخرت بِهم الخزانة، ثُم هلم جرّا إلى أن صارت في يد الفقيه الْحَسن بن مَحمد بن الحسين، وقد زرت الْخزانة وبقيت نَحو ثلاثة أيام، ولا شغل لي إلا أن يؤتى لي بأكداس من الكتب الخطية، فأمر عليها عيني، وقد رأيتُ منها نوادر (?)، ومثل هذا وقع لي في خزانة الْخَال سيدي أحمد بن مَحمد الأدوزي، وقد مر ذكر هذه الخزانة بين خزائن الأدوزيين، وفي أزاريف خزانة أخرى لَم أرها؛ لأن صاحبها لَم يحضر، وذكر لي أنها كذلك كبيرة.