سوس العالمه (صفحة 114)

وقال من قصيدة طويلة يُخاطب الشيخ أبا العباس الجشتيمي يذكر ما يُهدد المغرب من الاحتلال سنة (1325هـ):

فيا بدر أفق يا ليث غابه ... ويا غوث ملهوف ويا خير مُنجد

تدارك ذماء الدين واسمع صريخه ... وشمر إلى نصر الْهُدى وتَجلد (?)

فقد أنشب الكفر المداهن نابه ... ومد إلى سرح الْهُدى كف مفسد (?)

وكاد بأنواع المكايد أهله ... وصار يُنادي خامري وتلبدي (?)

أسر احتساء في ارتغاء وما له ... سوى الدين من مرمى يُرام ومقصد (?)

وقد بلغ السيل الزبى بظهوره ... وإن لَم يداو العر بالكي يزدد (?)

فقد طبق الصحراء بالنحس شؤمه ... وأعدى نواحي التل بالخبث الردي (?)

وجاش على هذي السواحل كلها ... ببحر سفين بالقوارب مزبد

وغص به الدين الحنيفي فاكتسى ... لِما يشتكي من بثه ثوب مكمد

شجاه الأسى من فقد حر يهمه ... فكاك ذماه من يد المتمرد

يقود إليه كل أصيد قارم ... للحم العدا مخشوشن متمعدد (?)

يُجاهد في الله العظيم عدوه ... بأقدام ليث في الكريهة محرد (?)

يشب لظى الهيجاء بقلب مشيع ... وكف بصير بالطعان معود (?)

وإطراق ثعبان وكيد ثعالة ... وتصميم فهد في جراءة فرهد (?)

ويُختال ما بين الصفوف كأنه ... عروس تَهادى بين خود وخرد (?)

على كل طرف سابح ومطهم ... قوي القَرَا عبل كصرح مُمَرد (?)

ببيض سيوف أو بسمر مدافع ... مزلزلة أن يبرق السيف ترعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015