وقد أسمعني بعض نفاليسهم (?) المفاليس، الذين لمثلهم خلقت كلمة (بيس)، ما يكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتَخر الجبال هدّا، فلم أجد من المغادرة ونفض الكف من مدرستهم بدّا، وسأرد عن قريب، فأكون عن أعذاري خير مُجيب.
وقال شيخنا الإفراني في رسالة كتبها إلى كبير أشياخه الإلغيين وهو علي بن عبد الله من فاس سنة (1313هـ):
أيا نسمة من نفح ريح الصبا روحي ... بأطيب أنواع السلام على روحي
فقد فارقتني حين فارقت ساحة ... رمتني عيون العين منها بتبريح
وخلفتها بين الربيع أسيرة ... لكل مليح لا يَمن بتسريح
وبؤت بِجسم دون روح تَمجه ... بِحكم النوى فيح الفجاج إلى فيح
فلله كم قاسيت من مضض الأسى ... وبرح هموم لا تبان بتشريح
فمن غربة تضني وبين أحبة ... تروح عني الهم أية ترويح
همُ سادتي من لا أقول سواهمُ ... علي له منّ برمز وتصريح
عسى نفحة من عطفة الله تَنْثَني ... بوصل قريب يَجمع الشمل ممنوح
سيدي الذي تقيدت بِمحاسنه وأنا المطلق، واستفتحت بفاتِحة يُمنه فانفتح كل باب مغلق، ونصبت شباك سعده فاصطدت بيض الأنوق، وأدركت الأبلق العقوق، واستبصرت به في ليل الهموم، فما رأيت من غير جبين إحسانه طالع الفلق، ولا استرقيت بسوى سورة ذكره، متى عس طائف الغسق، أو اعتاد القلب من جن عائد الأولق (?) قبلة وجهي أينما توجهت، ومولى نعمتي الذي عن غيره تنزهت، سيدنا وأستاذنا، وأصل نعمتنا أبو الحسن، جذب الله شوارد النعم والعوارف إلى ربعه بالرسن (?)، وأعاد عليه ما عوده من لطفه الجميل الحسن .. ». إلى آخرها.
وقال في مطلع قصيدة مدحية في جناب المولى الحفظ الذي له فيه قصائد عدة: