السهم الرابع:
الصيام
الفرض أو السهم الرابع من سهام الإسلام هو صيام شهر رمضان، وهو فرض وركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، وقد فرضه الله على هذه الأمة المحمدية - كما فرضه على الأمم المتقدمة عليها في الوجود - فرضه في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، على صاحبها الصلاة والسلام، والصوم محك تمتحن به النفوس، فتظهر على حقيقتها ووإقعها، قوية الايمان بربها مطيعة لأحكامه، أو ضعيفة خوارة، فالأولى تستجيب لنداء خالقها، والآخرة تعرض عنه وتنسحب من ميدان السباق إلى الفضائل وما يزكي النفوس، إلى ساحة الشهوات والرذائل (مهزومة) فالنفوس المؤمنة تستجيب لأمر الخالق العليم، فتؤديه برغبة صادقة مؤمنة بوعد خالقها، تهون عليها الدنيا كلها بملذاتها، فلا رغبة لها فيها ولا يرضيها الا الاستجابة لأمر الله العلي العظيم في قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (?) هذا الأمر الذي لا يعصيه الا جاحد أو