فالمسلم إذا قال: أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فقد أقر واعترف - بكلمة التوحيد - أنه لا اله يعبد بالحق غير الله الخالق لكل شيء وهو المسير - بإرادته - لكل ما في هذا الكون الذي نشاهده ونشاهد فيه آثار القدرة الباهرة ظاهرة لا تخفي على ذوي البصائر والعقول الصافية.
ذكر الألوسي رحمه الله في تفسيره - روح المعاني - عند تعرضه لتفسير هذه الآية {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} قال: وروى علي بن ابراهيم عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه أنه قال في خطبة له: لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي: "الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو الأداء، والأداء هو العمل، ثم قال: ان المؤمن أخذ دينه عن ربه، ولم يأخذه عن رأيه، ان الؤمن يعرف إيمانه في عمله، وان الكافر يعرف كفره بانكاره، أيها الناس دينكم دينكم، فان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، ان السيئة فيه تغفر، وأن الحسنة في غيره لا تقبل.
فأول ما يطلبه الإسلام ممن يرغب في الدخول فيه واتباع شريعته وأحكامه، والعمل بما فيه وفى تشريعه هو الاعتراف والاقرار بوحدانية الله، وأنه لا اله غيره، هو الواحد الفرد في ألوهيته وربوبيته، وهو الخالق لكل شيء منه وحده الايجاد والاعدام، والعطاء والمنع "أشهد أن لا إله الا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله" فهو المبلغ لهذا الدين إلى بني الإنسان،