وبهذا تكون أسلحة الجهاد قد تنوعت، وهذا هو أنجع الجهاد وأضمنه للفوز في هذا العصر الذي نحيا ونعيش فيه، وهو سلاح لا خطر فيه على حامله - في الغالب - ولكن (أين من يستعمله)؟؟؟
إلى ههنا وقف القلم، وكل الذهن، واحتار الفكر في مجال هذا الكون الفسيح، الذي تسبح في جوه وفوق أرضه، هذه السهام الإسلامية الرابحة كالسرج تنير لنا سبل الحياة الفاضلة، فإليكها بعد دراسة لها واستيعاب - حسب الطاقة والامكان - لما تطرقت إليه من هذا الهدى الرباني، والارشاد النبوي الواقي من الندامة وعض البنان - لسهام الإسلام وفروضه وشرائعه، سواء في وفرة محاصيلها وأرباحها، أو في إصابتها لأهدافها، مع سلامة حامليها من العطب.
فإليك - أيها المسلم - هذه السهام الإسلامية/ ثلاثثها، أو ثمانيها، أو ثلاثيها، فاشدد عليها بكلتا يديك، وعض عليها بالنواجذ، وإياك أن تفرط في واحد منها فتخسر حياتك، وتضيع كل أتعابك، حياتك التي ليس لك كسب سواها، ولا أخالك إلا عاملا بها، برغبة وحرص واجتهاد، واحذر التسويف فإنه آفة الأعمار، فإن عملت بالنصيحة، فإنك ستحمد العاقبة، وتفوز مع الفائزين، إذ العاقبة للعاملين والمتقين.