الحوار كما جاء في صحيح الإمام البخاري من كتاب صلاة العيدين، قال أبو سعيد الخدري، فلم يزل الناس على ذلك، - يريد الصلاة قبل الخطبة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده - حتى خرجت مع مروان، وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذته بثوبه فجبذني، فارتفع فخطب قبل الصلاة، فقلت له، غيرتم والله، فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم، فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة، فجعلتها قبل الصلاة اهـ - وكان هذا الحوار بينهما فقط - فكان هذا العمل من مروان خلاف السنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الأربعة الراشدون من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما صعد المنبر الوالي المذكور صاح به أحد الحاضرين للصلاة فقال له بصوت عال على رؤوس الناس: الصلاة قبل الخطبة، - يعني أنك خالفت السنة - فما كان من الوالي إلا أن رد عليه بقوله: قد ترك ما هنا لك، فالظاهر من صيحة هذا المصلي في وجه الوالي أنه كان يظن أن الوالي نسي أو أخطأ من غير عمد لتقديمه، الصلاة على الخطبة، لهذا صاح به لما ذكر، والسهو والغفلة قد تحدث للإمام كما تحدث لغيره، غير أنه تبين له من رد مروان عليه أنه متعمد مخالفة السنة النبوية فيما فعل، وغرضه الذي يرمي إليه من هذه المخالفة أن الناس سيبقون إلى الصلاة ولا ينصرفون عنه، لهذا قدم الخطبة وأخر الصلاة.