سهام الاسلام (صفحة 142)

وللقيام بهذا الواجب العظيم - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - يتحتم على المسلم القادر عليه أن يفعل ما هو مطالب به دينا من غير حاجة إلى إذن خاص من الحاكم، ولا يتوقف هذا عن التصريح - أو التسريح - له بذلك، لمن أراد أين يتولى هذا، بل عليه أن يقوم بما فرضه الله عليه حسب القدرة والطاقة والتحمل لمسؤولية ما اعتزم القيام به، إنما عليه أن يتجنب ما قد يحدث عن فعله، إذ قد يحدث منه ردود فعل قد تكون أقبح وأسوأ من فعله، إذ ربما يجلب الضرر عليه أو على غيره، وبهذا يسقط عنه القيام به.

والقيام بهذا الواجب العظيم على كل واحد من أهله، سواء كانوا من علماء الدين أو كانوا من حكام المسلمين صار في وقتنا هذا مقيدا غير مطلق، ذلك أن رؤساء وملوك المسلمين الحاليين تركوا القيام بهذا الركن العظيم، إما لعدم معرفتهم به حيث لم يكونوا من أهله، وإما لأن تعلمهم كان في مدارس غير إسلامية، فتغذوا بلبانها، فامتزج بها دمهم ولحمهم، ومن المعروف المسلم به أن هذه المدارس والمعاهد لا تعلم الدين ولا تدعو له ولا تشجع عليه، بل تحاربه، ولربما تسخر منه وترميه بالنقص، هذا هو الغالب عليهم، ومن القليل جدا من خرج عن هذا الإطار - لأمور خارجة عن تعلمه، كتربيته في صغره وسط أسرة محافظة على دينها وعقيدتها فعملت للدين وتقويته ونشره - وقليل ما هم - فاهتدى هذا القليل بهديهم، واقتدى بأسلافه أهل الدين والتقوى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015