وللقيام بهذا السهم العظيم من سهام الإسلام يجب أن نعرف أن القيام بالأمر بالمعروف له شروط مدروسة ومعروفة، منها الأهلية والقدرة على ذلك، وحرية الكلام وإفساح المجال له، كالمساجد والمجتمعات العامة، فإذا نظرنا بعين الواقع - اليوم - إلى الأوطان الإسلامية تكشف - لنا واقع هذه الأمة وشعوبها، فمن بيده من حكامهم الحل والعقد، والاباحة والمنع هم رجال السلطة القائمة في البلاد، وهذه السلطة بيد أناس تعلمهم كان في غير مدارس المسلمين، ومعلموهم من غير المسلمين طبعا، ومن هنا جاء الخطر على الإسلام، لهذا فهم لا يهتمون بشؤون الإسلام، ومن لا يهتم بشؤون الإسلام والمسلمين فليس منهم، وسواء عليهم أتقدم الإسلام أم تأخر؟ فلم يفسحوا المجال للقائمين بالأمر بالمعرواف والنهي عن النكر، بل ضيقوا عليهم مجاله الواسع، إذ لا يهمهم أمر هذا الدين حيي أو مات. فكيف يستطيع المسلم أن يقوم بهذا الفرض الكفائي أو العيني - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - وهو مكمم الفم، مكسر القلم، معطل التفكير، وقد حيل بينه وبين قيامه بهذا الواجب الديني العظيم الحاث على الاستقامة على صراط الله المستقيم، في حين أفسح المجال لأعوان إبليس ودعاة الضلالة والفجور يقولون ما يشاؤون ويفعلون ما يريدون؟ وحالهم حال من قال:
أَلْقَاهُ فِي الْيَمِّ مَكْتُوفًا وَقَالَ لَهُ ... إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالْمَاءِ.
من أجل هذه الطوارئ الدخيلة علينا، والتي تنتاب المجتمع الإسلامي بين الحين والآخر، منها القوى التأثير، ومنها ضعيفه،