والجاهل والمحسن والمسيء، أمرت الشريعة الإسلامية المسلمين بالمحافظة على عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم حتى لا تتأثر جماعتهم بما تراه وتسمعه من أقوال وأعمال من لم يكن على ملتهم وأخلاقهم.
وهذا أمر له مغزاه في بقاء الأمة المسلمة سالمة من كل ما يفسد عليها دينها وعقيدتها وأخلاقها، كما هو مشاهد في هذا الوقت الذي قل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث فرضت الحكومات عليه قيودا أبعدت بها من هم أهل للقيام به خير قيام، وأوكلته إلى غير أهله إذ ليس لهم منه نصيب، لكل هذا وغيره جاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليبقى جوهر الإسلام نقيا سالما من التأثر بما لم يكن ملائما له في شكله ومضمونه بل وجوهره أيضا.
فقد رأينا في هذا العصر الذي نعيش فيه كيف تبدلت أخلاق الكثيرين من المسلمين بسبب اتصالهم بغير المسلمين، ومساكنتهم إياهم في المنازل والبيوت والمتاجر وفى الأسواق والمجتمعات، وحتى في المعاهد التعليمية والجامعات، مما هو مشاهد ومعروف، فقد تأثر المسلمون بما عاينوه في غيرهم، وما لمسوه فيهم، فتغيرت - تبعا لهذا - عوائدهم الفاضلة، وأخلاقهم الإسلامية العالية، حتى صار البعض من المسلمين المجاورين للمسيحيين يحتفلون بليلة الخامس والعشرين من شهر ديسمبر أعني ليلة ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام، فيتخذون في منازلهم شجرة الميلاد، ويزينونها كما يزينها المسيحيون بأنواع الزينة