تجيء إليّ؟ فقال: أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء ولا أكون من شرّ العلماء حيث أزور الملوك. وكان بينه وبين أبي محمد الجُويني وابنه أبي المعالي بعده مخالفة في الأصول والفروع ولكل منهما طائفة. ذكره تقي الدين.
3018 - الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقي الشافعي (?)، المتوفى بدمشق في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، عن ثلاث وسبعين سنة.
كان إمام أهل الحديث في زمانه وعمدة الحفاظ، له "تاريخ الشام" في ثمانين مجلدة (?)، و"الأطراف"و"تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري" وعدة تصانيف وتخاريج ومجالس إملاء. سمع خلائق وعدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ ومن النساء بضع وثمانون امرأة. وارتحل إلى الحجاز والعراقين وخراسان وأذربيجان والجبال، وسمع منه جماعة من الحفّاظ، كأبي العلاء الهمداني وأبي سعد السمعاني وكان قد تفقه في حداثته بدمشق على أبي الحسن السُّلَمي، ولما دخل بغداد لزم بها التفقه وسماع الدروس بالنظامية وقرأ الخلاف والنحو، مواظباً على القراءة والصلاة والأذكار. فقال أهل العراق وخراسان: ما رأينا مثله. لازم الصف الأول في الجماعة نحو أربعين سنة وأعرض عن المناصب الدينية