إفادات الشيوخ: ذكر السيوطي في مؤلفاته التاريخية أن شيخنا الكافيجي (?) كان واسع العلم جدًا، لازمته أربع عشرة سنة فما جئته من مرة إلاّ وسمعت فيها من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك. قال لي يومًا: ما إعراب زيد قائم فقلت: قد صرنا في مقام الصغار [و] نسأل عن هذا فقال لي: في زيد قائم مائة وثلثة عشر بحثًا فقلت: لا أقوم من هذا المجلس حتى استفيدها فأخرج لي تذكرتها فكتبتها.
وفي ترجمة مولانا جلال الدين الرُّومي (?) من "الجواهر المضية" أن الشيخ قطب الدين الشيرازي قصده للزيارة فدخل عليه وسكت زمانا والشيخ لا يتكلم، ثم ذكر له حكايته الصّدر جهان (?) عالم بخارى [أنه] كان يخرج من مدرسته ويتوجه إلى بستان له فيمر بفقير على الطريق فيسأله فلم يتفق أنه يعطيه شيئًا وأقام على ذلك سنين فقال الفقير لأصحابه: القوا علي ثوبًا وأظهروا أني مَيِّت فإذا مَرَّ الصَّدر فاسألوا شيئًا. فلما مَرَّ الصَّدر قالوا: يَا سيدي هذا مَيِّتٌ. فدفع له شيئًا من الدراهم ثم نهض الفقير وألقى الثوب عنه فقال له الصدر: لو لم تمت ما أعطيتك شيئًا. وذلك أن الشيخ جلال الدين فهم عنه أنه جاءه ممتحنًا له.
وذكر العاشق في "ذيل الشقائق" أن المولى شيخ الإسلام أبو السعود (?) قال له يومًا: بلغنا عن المرحوم شمس الدين أحمد بن كمال باشا (?) أنه كتب يومًا على أَلْف فتيا • [قال: ] فجلست يومًا بعد صلوة الصبح أكتب على الأسئلة التي اجتمعت عندي فكتبت إلى وقت العصر، على أَلْف وأربعمائة واثنتي عشرة فُتيا، ما تخلل كتابتي غير صلوة الفرض وسننه. ووقع لي مرة أخرى أني كتبت كذلك على أَلْف وأربعمائة وثلاث عشرة فتيا وما حصرت الذي كتبت به في غير هذين اليومين، قال العاشق: هذا إمداد إلهي وأما القوي البشرية فلا تستطيع ذلك.
وذكر صاحب "قرة العين" في ذكر بني دَعْسَيْن (?) أن الشيخ أبا الحسن علي بن عمر الشَّاذلي (?) هو الذي اشتهر به الطريقة الشاذلية في أقطار اليمن، وهو غير أبي الحسن (?)