وذكر ابن العديم (?) أن الإمام الكاشاني الحنفي لما قدم دمشق حضر إليه الفقهاء للكلام فقال: لا أتكلم في مسألة فيها خلاف أصحابنا، فعيَّنوا، ولما عيَّنوا جعل كلما ذكروا مسألة، يقول: ذهب إليها من أصحابنا فلان وفلان، فلم يزل كذلك حتى لم يجدوا مسألة فانفضَّ المجلس عَلى ذلك.
وحُكي أن المولى خسرو (?) كتب في تدريسه بمدرسة شاه ملك بأدرنة "حواشيه على المطول" واتفق أن جاء السيد أحمد القريمي (?) وأرسل "حواشيه" إليه لينظر [فيها]، فكتب هو على حاشية تلك "الحواشي" كلمات يردُّ فيها على المولى خسرو، فصنع المولى خسرو طعاماً ودعا المولى القريمي إلى بيته للضيافة وجمع علماء بلده أيضاً ثم أحضر "حواشيه" وقرر كلمات القِريمي وقرر أجوبته عنه فسلَّم المولى القريمي أجوبته بمحضر من العلماء واعتذر عما فعله.
وفي "الشقائق" أن المولى خواجه زاده (?) تولى تدريس السلطانية مع الفتوى في آخر عمره، وكان لا يكتب إلاّ بعد النظر في الفتاوى، وإذا لم يجد مسألة في الفتاوى يسلك مسلك الرأي، وربما يظهر له وجوه ويرجح واحداً منها ثم وجد المسألة في بعض الكتب ووجد أنه قد ذهب -إلى كل ما لاح من الوجوه- واحد من الأئمة، ووجد ما رجّحه قد قيل فيه: وهو الأصح، وعليه الفتوى. ذكر المؤلّفُ [صاحب "الشقائق] عن والده أنه قال: هذه مرتبة عظيمة وسمعت منه أنه قال: وليس لي فضل على سائر العلماء إلاّ هذا.
وذكر السخاوي في "الضوء" (?) أن العلاّمة ابن الهمَام (?) لما ولي تدريس الفقه بالقُبَّة المنصورية وهو أول ما ولّي من الوظائف الكبار، عمل أجلاساً بحضور أشياخه البساطي (?) والبدر الأقصرائي، وقارئ الهداية (?) وابن حجر (?)، وخلائق وامتنع من الجلوس صدر المجلس أدباً بعد إلحاح الحاضرين عليه في ذلك، بل جلس مكان القارئ [و] تكلم فيه على