خراسان من أئمة الحديث جماعات ومن المشايخ المسندين خلق انفردوا بعوالي الروايات، سوى من بشيراز وأصبهان وديار بكر وأذربيجان فقلّ أن يخلو بلد من محدّث أو مُسْنِدٍ.

وكان إذ ذاك محدِّثو بلاد مصر والشام يرحلون إلى هذه الأقطار ويأخذون عالي الحديث في هذه الأمصار وكان آخر من رحل منها إلى خراسان من المحدِّثين الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر الدمشقي (?)، مات برحلته سنة ست عشرة وستمائة ومدينة السلام بغداد محطّ رحال أهل الإسناد بها من حُفَّاظ الحديث من عليه المعوّل والاعتماد حتى قدّر الله ما قدّر بالبوار على أيدي التتار بهذه الدِّيار وبقي بالشام صُبَابَةٌ (?) وبديار مصر ذُنابةٌ (?) فكانا في القرن السابع وصدراً من الثامن أوفر البلاد حظاً من هذا العلم وأكثرها نصيباً. قام فيهما من الحُفَّاظ من هو في هذا العلم آية ومن المحدِّثين المسندين من جمع [بين] كثرة السماع وعلق الرواية:

• كالإمام أبي عمرو بن الصلاح (?)،

• والحافظ ضياء الدين المقدسي (?)،

• والحافظ سيف الدين أحمد بن المجد (?)،

• والحافظ أبي العباس الجوهري (?)،

وأضرابهم. قال: وأدركت في هذا العلم ثلاثة:

• حفاظ أعلام انتهى إليهم هذا العلم في بلاد الشام، أوّلهم الإمام الكبير محمد بن رافع (?)،

• وثانيهم حافظ الإسلام ومؤرخ الأنام أبو الفداء إسمعيل [بن عمر] بن كثير (?)،

• وثالثهم خاتمة الحُفَّاظ أبو بكر محمد بن المحبِّ (?)، وبعد من ذَكرتُ أُغلق على هذا العلم الباب وانقطع دونهم الطلب وتقطعت الأسباب انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015