تفقه على أبيه وأخذ عن القاضي ظهير الدين البخاري فصار مرجوعاً إليه في الفتوى كأخويه جلال الدين محمد ونظام الدين عمر، ثم قتل على أيدي الكفار وكان قد تصدى للدرس والإفتاء والتصنيف في حداثة سنه، وله كتاب "أدب القاضي" تفقه عليه ولده زين الدين. ذكره في "الكتائب".
173 - الشيخ تقي الدين أبو بكر بن علي بن عبد الله بن حِجّة الحَمَوي الحنفي (?)، الأديب نزيل القاهرة المتوفى بحماة في شعبان سنة سبع وثلاثين وثمانمائة عن سبعين سنة.
ولد بحماة ونشأ بها، فحفظ القرآن واشتغل ومال إلى الأدب، فنظم ونثر، ثم ارتحل إلى الشام وانتسب إلى نائبها الأمير شيخ وسافر إلى القاهرة معه، فلما تسلطن قرَّبه، فعظم قدره وله فيه عدة مدائح وباشر عدة أنظار إلى أيام العلم بن الكوثر، فانحط أمره وعاد إلى بلده واشتغل بالعلوم.
وكان متقدماً في فنون الأدب، أثنى عليه ابن حجر والمقريزي وله ديوان شعر بديع وبديعية (?) متابعاً للصفي الحلّي وشرحها في مجلد أبدع فيه وقد هجره النَّواجي (?) وصنَّف فيه "الحُجَّة في سرقات ابن حجَّة" ولما مات المؤيد تسلط عليه شعراء عصره وهجوه لكونه مزدرياً لغيره معجباً بنفسه وشعره، يرى غالبهم كأحاد تلامذته، فبالغوا في نكايته إلى أن خرج من مصر سنة 830 وقد أخذ عنه الأكابر كابن حجر وابن خطيب الناصرية. ذكره السخاوي في "الضوء".
174 - الشيخ الإمام أبو بكر بن علي بن محمد الحداد العَبَّادي الحنفي، الفقيه المعروف بالحدّادي (?)، المتوفى في حدود سنة ثمانمائة بزبيد.
تفقه على والده بقرية العبَّادية، ثم انتقل إلى زبيد وأخذ عن علمائها، فمهر في الأصول والفروع وكان عابداً صبوراً على مشاق التعليم يقرئ في اليوم واليلة نحو خمسة عشر درساً.
تفقه عليه جماعة وصنَّف كتباً، منها: "شرح المنظومة النسفية" سماه "نور المستنير" وشرح "المنظومة الهاملية" وشرح "قيد الأوابد" وشرحان على "مختصر القدوري" كبيره "السراج الوهَّاج" وصغيره "الجوهرة النيّرة" وله تفسير حسن مفيد سماه "كشف التنزيل في