ذم الفرقة والاختلاف

أيها الأحباب! إن الأمر لا يحتاج إلى تعقيد، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153] الأمر لا يحتاج إلى تقعيد وتعقيد، بل هو من السهولة بمكان.

إن هذا التعصب هو الذي يبذر بذور الخلاف والشقاق والنزاع في القلوب، وأعجب لهؤلاء الذين يريدون أن يقعدوا للخلاف قواعد وأن يؤصلوا له أصولاً، والله جل وعلا ما ذكر الخلاف في القرآن إلا وحذر الأمة منه، كما قال جل وعلا: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:105] ، وقال ربنا عز وجل: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال:46] ، وقال ربنا عز وجل: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود:118] {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود:119] إلا من رحم ربك لا يقعون في مرض الخلاف الذي يؤدي إلى حد النزاع والشقاق.

وأعجب لمن استشهد بهذا الحديث الذي يقول: (خلاف أمتي رحمة) وهو حديث باطل لا أصل له كما حقق ذلك شيخنا الألباني حفظه الله تعالى في كتابه القيم المبدع (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) بقوله: (خلاف أمتي رحمة) حديث باطل موضوع لا أصل له مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.

فكيف يكون صحيحاً وهو يخالف صحيح وصريح القرآن؟! أيها الأحبة: إن البعض يريد أن يقعد للخلاف قواعد وأن يؤصل له أصولاً حتى خشيت -والله- وأنا أقرأ في بعض الكتب أن يكون الخلاف حسنة من الحسنات، ويستشهدون بخلاف الصحابة فيما بينهم.

سبحان الله شتان شتان بين زهرة طبيعية لا تحبس أريجها وعطرها، وبين زهرة صناعية لا تحمل من عالم الزهور إلا اسمها.

شتان شتان بين خلاف أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبين الخلاف الذي وقع على مدار التاريخ بين أبناء الأمة في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015