من أساليب القرآن أيضاً في مدح علو الهمة: أنه عبر عن أولياء الله عز وجل الذين كبرت همتهم بوصف الرجال، وذلك في مواطن البأس والجد والعزيمة والثبات على الطاعة، والقوة في دين الله، وتأتي كلمة الرجال كثيراً في مقام التفخيم والتعظيم، فهناك فرق بين الرجولة وبين الذكورة، فكل رجل ذكر، وليس كل ذكر رجلاً، والذكورة هذه صفة تشريحية توجد في اليهودي والنصراني والمجوسي وعابد النار وعابد الوثن كما توجد في المسلم، فهي صفة تشريحية، وأما الرجولة فليست لكل الناس، فقد يكون ذكراً ولا يكون رجلاً، ولا يستحق أن يتشرف بوصف الرجولة، يقول تبارك وتعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108]، فانظروا كيف وصفهم أنهم رجال.
وقال سبحانه وتعالى: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور:36 - 37] وهذا من علو همتهم، وقال أيضاً: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:23].