قال إبراهيم بن إسحاق الحربي: كان عطاء بن أبي رباح عبداً أسود لامرأة من أهل مكة، فكان أنفه كأنه باقلا -نوع من البقول-، وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه ليستفتي عطاء رحمه الله، فجلسوا إليه وهو يصلي، فلما انفتل من صلاته سألوه عن مناسك الحج، وكان يجيب الخليفة وابنيه وقد حول قفاه إليهم، ثم قال سليمان الخليفة لابنيه: قوما.
فقاما، فقال: يا بني! لا تنيا في طلب العلم -أي: لا تكسلا ولا تقصرا في طلب العلم-؛ فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود.