التحذير من علمنة الإسلام وتغيير مناهجه

هناك خدعة يتعرض أبناء المسلمين لها وهي تعظيم أمر الدنيا على حساب تعظيم الآخرة وهمّ الدين، فتجد أن أعداء الدين يحاولون علمنة الإسلام! شق عليهم أن يواجهوا الإسلام صراحة في العصور السابقة، أما الآن فإنهم يواجهونه بصراحة، لكن من قبل مدة قريبة كانوا يموهون ويتحايلون، فيكثرون من الكلام عن الحضارة والتقدم والمدنية.

تجدهم عندما يتكلمون عن مجد المسلمين يتكلمون عن الزخارف في الفن العربي، ومع ذلك لا يسمونه إسلامياً؟ لأن العلمانيين ليس عندهم شيء اسمه فن إسلامي، وإنما يسمونه عربياً، كذلك عندما يقولون: إن أول مكتشف للدورة الدموية هو فلان من العرب، وربما ذكروا ملاحدة الفلاسفة لمجرد أنهم عرب، فأصبحت قضية الإسلام تقدم في ثوب دنيوي لعلمنة الإسلام نفسه، وتسخيره خادماً لأفكار العلمانية التي تقتل في الناس هم الآخرة، وتجعل همهم هو الدنيا.

والحضارة التي يقصدونها هي الدنيا، ولذلك تجد أغلب هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام يفتنون بالغرب وبالكفار، ما الذي يفتنهم؟ هل يفتنون بأخلاقهم الحسنة، قيامهم الليل، حفظهم القرآن، زهدهم في الدنيا، طلبهم الآخرة؟ لا، بل لا توجد في الغربيين أي فضيلة أخروية، وكل ما عندهم هو أمور الدنيا، وهذا الذي يتعاظمون به هو ناطحات السحاب، الغناء، الثروة، الجاه وغير ذلك من أعراض الدنيا، هذا فقط الذي يوجد عند القوم، لكن من ناحية الدين لاشك أنهم خراب ووبال.

فلذلك ينبغي أن نتفطن، فهم دائماًَ يحاولون إبراز الإسلام على أنه دين الحضارة ودين العلم، ويقتصرون على ذكر إنجازات علماء المسلمين، وهذا بلا شك كان كائناً وواقعاً وكل الحضارة الغربية إنما أسست على العلوم الإسلامية التي كانت في الأندلس، لكن هذا انحراف عن القضية الأصلية، فالإسلام دين هداية وإرشاد إلى تعمير الآخرة، والنجاة من عذاب الله سبحانه وتعالى.

فعملية علمنة الأهداف الإسلامية ينبغي أن نحذر منها، فنحن نقول: المولد النبوي بدعة، وليست من الدين في شيء، لكن انظر كيف يتكلمون في مناهج التطوير عن المولد النبوي، يقول بهاء الدين أو الذي سماه أبوه حسين كامل بهاء الدين، يقول: إن المولد النبوي فرصة عظيمة لأكل الحلوى وإقامة الزينات والأفراح.

المولد النبوي عنده هو أن يأخذ الناس فيها إجازات ويأكلون فيه الحلوى ويقيمون الزينات، وهذا استخفاف بالعقول، إذا أردت أن تتكلم عن عظمة الرسول عليه الصلاة والسلام فعظمته عندهم هي أكل الحلوى! هذا هو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين.

لكن الناس ليس في قلوبهم حرارة المحبة والاحترام والغيرة على الإسلام، فالله حسيبهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015