تشريف الله عز وجل للأمة الإسلامية بالقرآن الكريم

لقد شرفنا الله تبارك وتعالى بأن بعث إلينا أشرف رسول، وجعلنا أشرف أمة في أشرف بقاع الأرض بسفارة أشرف الملائكة، وأنزل عليه صلى الله عليه وسلم أشرف الكتب بأشرف لغة في أشرف شهر في السنة، في أشرف ليلة من هذا الشهر، ألا وهو القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن:1 - 2]، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.

صح عن أمير المؤمنين ذي النورين أمير البررة وقتيل الفجرة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، رواه البخاري والترمذي.

والخطاب هنا موجه إلى خير أمة أخرجت للناس، فهؤلاء المذكورون في الحديث هم خيار الأخيار في خير أمة أخرجت للناس.

فبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث الشريف أن خير المتعلمين وخير المعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن لا في غيره؛ إذ خير الكلام كلام الله، فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به، ولابد من تقييد التعلم والتعليم بشرط أن يكون خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى.

فلابد من تقييد التعلم والتعليم بالإخلاص، وإرادة وجه الله تبارك وتعالى، فإن من أخلص التعلم والتعليم وتخلق بالإخلاص دخل في زمرة ورثة الأنبياء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015