ِبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيِّ المصطفى
أما بعد
فقد عرفنا ممّا تقدم أن تعدد الزوجات هو مشكلة طبيعية فعلها عظماء البشر ولم يحرم في الديانات السابقة ولا عند العرب قبل الإسلام وهناك أسباب لتعدد زوجات النبيِّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم أقدمها بين يديك أخي الحبيب.
أولا: - سبب إنساني
يتجلى فيه الجانب الإنساني للرسول الكريم صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلم وحرصه على مواساة أرامل الشهداء. . . . . . . . . . . . .
الذين جادوا بأرواحهم من أجل دعوته وتركوا أرامل عجائز لا يقدرون على عبء اليتامى.
ثانيا: - سبب سياسي
تتجلى فيه عظمة النبيِّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلم السياسية وذلك حيث استطاع أن يصل إلى قلوب زعماء الشِّرك وأن يصاهرهم فيصهر ما في قلوبهم من حقد على الإسلام وتهتدي قلوبهم لدعوته.
وقد نجح هذا الزواج نجاحا بعيدا خصوصا مع الذين حاربوا الإسلام خوفا على مناصبهم.
مثل أبي سفيان بن حرب زعيم المشركين في مكة وقد تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من ابنته السيدة أم حبيبة رضي الله تعالى عنها.
والحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق وقد تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من ابنته السيدة جويرية رضي الله تعالى عنها.
وجماعات اليهود الباقية بالمدينة وقد تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله تعالى عنها.
تأليفا لقلوب قومها من اليهود.
وقد فعل هذا الزواج ما لم تفعله
المعارك من تحطيم للحواجز وانتصار للإسلام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ثالثا: - سبب تشريعي
وأعني به زواج النبيِّ صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم من السيدة زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها
وقد فرض الله تعالى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - هذه الزوجة بدون اختيار منه (أي من النبيِّ)