بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيِّ
المصطفى
أما بعد. . . . . . . . . . . .
إذا كان الكائن الحي لا يمكنه أن يعيش بدون:
الهواء والماء والغذاء
فإن القدر الأعلى قد وزَّع هذه الضروريات على الأرض توزيعا عجيبا. . . . . . . . . . . . .
فالهواء لا يستطيع الكائن الحي أن يعيش بدونه. . . . . . .
لذلك نراه موفورا في كل مكان والماء رصيد البشرية من الماء محفوظ في البحار والمحيطات.
والماء العذب هو المقدار المتداول بين الطبيعة والكائنات الحية
فقد شق الله تعالى الأنهار لتوصل الماء العذب إلى الأحياء في كل مكان
{أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} النمل 61
فإذا وقفت عقبات أمام الأنهار
فإن صاحب الوجود ينقذ عباده في الأماكن العالية التي لا تصلها الأنهار
عن طريق النقل الجوي وهو أسرع أنواع النقل
قال تعالى:. . . {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} فاطر9
ألست معي أن مجّري السَّحاب هو منبت النبات هو خالق الإنسان. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والغذاء وصراع الإنسان بحثا عن الغذاء صراع طويل ولكن العجيب
أن النيتروجين الموجود في الهواء بنسبة كبيرة وهو من أهم
العناصر لتكوين النبات وصناعة السّماد الكيماوية.
وهو انتصار كبير على مشكلة الغذاء
ولو تحولت الأبحاث من غزو الفضاء إلى غزو البحار لأكل الناس
من فوقهم ومن تحت أرجلهم
ذلك لأنَّ الذي خلق الأرض في يومين قدر فيها أقواتها في أربعة أيام
يا سبحان الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عالم عجيب.
الذّرة الصغيرة تحكي صورة المجرة الكبيرة
والكواكب السابحة أكثر من عدد الحصى.
والمادة التي خلقت منها الأرض السَّوداء
خلقت منها النجوم المضيئة والإنسان الضعيف على الأرض
يخدمه كلُّ شيء في الوجود. . . . .
الشّمس تدفئه. . . . . . . . . . . . . . . والقمر يخدمه. . . . . . . . . . . . . . . . . والغلاف الهوائي للأرض يوفر له الهواء. . . . . . . . . . . . .
ويحمل إليه الماء. . . . . . . . . . . . . . .
ويشترك في تكوين الغذاء. . . . . . . . .
ثمّ له دور آخر فهو يحمي الإنسان من الشُّهب التي تغزو الأرض
من الكواكب الأخرى.
ولولا مقاومة الغلاف الهوائي لأحرقت الأرض ومن فيها
{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} لقمان 11