الوحدة الموضعية في القرآن الكريم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيِّ المصطفى

أما بعد.

الدارس للقرآن الكريم يرى أن السورة القرآنية تمثل وحدة متكاملة في مضمونها بحيث تعالج الهدف الذي نزلت من أجله علاجا واضحا

وهي مع ذلك ترتبط بالسورة التي قبلها في ترتيب المصحف ارتباط الجار الكريم بجاره الملاصق له بحيث لو رفعنا الفاصل بين السورتين

وهو البسملة - بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ -

لوجدنا وحدة بين السورتين كاملة فضلا عن الارتباط الكبير الذي بين آيات الموضوع الواحد في كل القرآن فبين آيات السورة انسجام

وبين السورة والسورة المجاورة لها ارتباط وبين آيات الموضوع الواحد

- كالجهاد - والصلاة - والمواعظ - تكامل

وقد اخترت سورة الواقعة مثالا لذلك.

فهي تأتي بعد سورة الرحمن لأنها تتحد معها في أغراض كثيرة

فسورة الرحمن تتحدث عن الكون. . . . من إنسان وشمس وقمر وأرض.

وسورة الواقعة تتحدث عن نهاية. . . . الإنسان والشمس والقمر والأرض

وسورة الرحمن تتحدث عن ملامح النهاية والجنة والنار

وهو نفس الهدف الذي تهدف إليه سورة الواقعة

وسورة الرحمن تختم بقوله تعالى

{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}

فلو رفعنا من القرآن - بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ -

لكان المعنى منسجما تمام الانسجام لأنَّ الجلال لله تعالى في الدنيا والآخرة

ولكنه أكمل ما يكون الجلال {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} الواقعة1 لأنَّ سلطانه المطلق يومها لا ينكره أحد. .

قال تعالى: {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015