"هو الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، بالبيان الواضح ودين الإسلام؛ ليُعْليه على الملل كلها , وحسبك - أيها الرسول - بالله شاهدًا على أنه ناصرك ومظهر دينك على كل دين.
محمَّد رسول الله , والذين معه على دينه أشداء على الكفار , رحماء فيما بينهم , تراهم ركعًا سُجَّدًا لله في صلاتهم , يرجون ربهم أن يتفضل عليهم , فيدخلهم الجنة , ويرضى عنهم , علامة طاعتهم لله ظاهرة في وجههم من أثر السجود والعبادة , هذه صفتهم في التوراة. وصفتهم في الإنجيل كصفة زرع أخرج ساقه وفرعه , ثم تكاثرت فروعه بعد ذلك , وشدت الزرع , فقوي واستوى قائمًا على سيقانه جميلا منظره , يعجب الزُّرَّاع؛ ليَغِيظ بهؤلاء المؤمنين في كثرتهم وجمال منظرهم الكفارَ.
وفي هذا دليل على كفر من أبغض الصحابة - رضي الله عنهم -
لأن من غاظه الله بالصحابة , فقد وُجد في حقه موجِب ذاك , وهو الكفر. وعد الله الذين آمنوا منهم بالله ورسوله وعملوا ما أمرهم الله به , واجتنبوا ما نهاهم عنه , مغفرة لذنوبهم , وثوابًا جزيلا لا ينقطع , وهو الجنة.
ووعد الله حق مصدَّق لا يُخْلَف , وكل من اقتفى أثر الصحابة رضي الله عنهم فهو في حكمهم في استحقاق المغفرة والأجر العظيم , ولهم الفضل والسبق والكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة , رضي الله عنهم وأرضاهم" اهـ.
التفسير الميسر
وفي السورة نفسها
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}
الفتح 18
لقد رضي الله عن المؤمنين حين بايعوك
- أيها النبيّ - تحت الشجرة
(وهذه هي بيعة الرضوان في "الحديبية")
فعلم الله ما في قلوب هؤلاء المؤمنين
من الإيمان والصدق والوفاء
فأنزل الله الطمأنينة عليهم وثبَّت قلوبهم , وعوَّضهم عمَّا فاتهم بصلح "الحديبية" فتحًا قريبًا , وهو فتح "خيبر" ,
هل هناك قوة في الأرض يمكنها أن تلغي هذا الرضوان؟ ؟